أدلة التوسل بالأحياء
والأموات
من الكتاب والسنة
وأقوال العلماء
![]() |
أدلة التوسل بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأقوال العلماء كذلك التوسل بمتعلقات النبى صلى الله عليه وسلم |
قبلَ الخوض في الأدلة نذكر بعض أقوال أشد من ألفاظ التوسل
والاستغاثة التي ينكرها البعض جهلا وتجاهلا وهذه الأقوال في حد ذاتها توسل واستغاثة
بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي تدخل في صلب الأدلة وهي فيض من غيض وإن كان يتسع المقام
لذكرنا المئات من هذه الأحاديث .
أولاً - أقوال أشد من الفاظ التوسل والاستغاثة .
1- أعوذ برسول الله
أخرج الإمام مسلم عن أبن مسعود ( أنه كان يضرب غلاما فجعل
يقول " أعوذ بالله قال : فجعل يضربه فقال : أعوذ برسول الله : فتركه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم" والله , لله أقدر عليك منك عليه " قال فاعتقه)
أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك
٢- أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان
البكري قال : " خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله . الحديث وفيه - فقلت
: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد ، قال وما وافد عاد ؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه
يستطعمه "
ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح
(٨/٥٧٩)
مسند أحمد ح (١٥٩٩٦) (٣/٤٨٢).
عن عاشه رضي الله عنها قالت :
( بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام , قد
صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت
بها قالت : فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت : أعوذ
برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم ) أخرجه الإمام أحمد 6\277 وقال الهيثمي
في المجمع ٤\٣٢١ رواه أحمد ورجاله ثقات .
وفي الأحاديث السابقة وردت الاستعاذة بالنبي صلى الله عليه
وسلم
فهل يقال إن هذا القول كفر وشرك وهل الصحابه كانوا لا يعلمون
مدلول الألفاظ التي تنطقها ألسنتهم ؟
فهنا يظهر جليا أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن القائلين
يعلمون الفرق بين الألفاظ إذا أطلقت في حق المولى سبحانه وتعالى وإذا أطلقت في حق المخلوقات
فهي من الله ابتداء واستقلالا ونفعا وضرا ومن العبيد والخلق تسببًا.
٢- الشكاوى المختلفة للنبي صلى الله عليه وسلم
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال
رضي الله عنه : يا رسول الله : إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال
صلى الله عليه وآله وسلم: « أبسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال : ضمه فضمه قال
أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط »
أخرجه البخاري (٣٦٤٨) والترمذي (٣٨٣٥).
وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده
ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه فهذا توسل
منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه
فحسب لأنه لم يرد أنه دعا له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى
صدره وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها
إلا الله من غير الله تعالى ، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له
لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم
فيها الرداء إلى صدره
٣- المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال " كان فزع بالمدينة فأتيت على
سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه , فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم" يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله - ثم
قال - ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان "
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠ والطحاوي في شرح معاني الآثار
3\312
4- ما وصف حسان به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
يا ركن معتمد وعصمة لائذ وملاذ منتجع وجـار مجاور
فوصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ركن المعتمدين
وعصمة اللائذين وملاذ القاصدين وجار المستجيرين لم يكن يقصد به أنه عليه الصلاة والسلام
يشارك الباري في تلك الصفات بل هي لله بالأصالة وعلي الحقيقة وأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو سبب فيها من باب الإسناد المجازي
٥- ليس لنا إلا إليك يا رسول الله فرارنا
عن انس بن مالك قال : أتي أعرابي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيناك ومالنا صبي يغط ولا بعير يئط.
أَتَيْنَاكَ وَالعَذْرَاءُ يُدمى لبَابُهَا
وأَلقَى بِكَفَّيهِ الفَتَى لاسْتِكَانَةٍ
ولا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا
ولَيْسَ لَنَا إِلا إِلَيْكَ فِرَارُنَا
وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفلِ
مِنَ الْجُوعِ ضعْفاً مَا يَمُرُّ وَلا يحلِي
سِوَى الْحَنْظَلِ اَلْعَامِي وَالعَلْهَزِ الفَسْلِ
وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلا إِلى اَلرُّسُل
فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه
إلى السماء ثم قال : اللهم اسقنا غيثا مريعا غدقا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير رائت
تملأ به الضرع فضحك ? حتى بدت نواجذه ثم قال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه
، مَن ينشدنا قوله ؟ فقال على يا رسول الله كأنك تريد قوله :
وأَبيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ
تُطِيفُ بِهِ اَلْهُلَّاك مِنْ آلِ هَاشِمٍ
ثَمَّال اليَتَامَى عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ
فَهُم عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ.
وهنا استغاثة بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم والوجه تارة
يأتي بمعنى الذات ومرة بمعنى الجاه.
(أخرجه البيهقي في الدلائل وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني
إسناده ضعيف لكنه يصلح للمتابعة ج ٢ ص ٤٩٥
وذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقا عمن يثق به وذكره محمد خليل الخطيب
في الوسيلة ص ٧٣
6- تعظيم النبي لعمه
عن هشام بن عروة قال" أخبرني أبي أن عائشة قالت له:
يا ابن أختي لقد رايت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أمرا عجيبا"
أخرجه الإمام أحمد 6\118 وأبو يعلي ٨\٣٥٣
إذا ليس كل تعظيم عبادة كما يقول المتنطعون ؟
وينبغي أن يفطن المرء إلى هذه الألفاظ وأن ليس بها شرك كما
يدعي البعض وكما ذكر الدكتور عمر عبد الله كامل في مجموعته مفاهيم يجب
أن تصحح :
(وينبغي أن يتفطن إلى أن ما يطلق على الخالق والمخلوق من
الصفات كالرأفة والرحمة والوجود والعلم والهداية والشفاعة في قوله تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعا
)
مع قوله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت الشفاعة
"
لا يشتبه على الواعي.
إذ إن مدلولات الألفاظ حين تطلق على الخالق تختلف عن مدلولاتها
إذا أطلقت على الخلق من حيث الكمال والكيفية والخلق والتسبب اختلافًا كليًا.
فتطلق على الإله بما يناسب مقام الحق . وإذا وصف المخلوق
بشيء منها فيكون متصفًا بما يناسب البشرية محدودة ومخلوقة ومكتسبة بإذن الله وفضله
وإرادته لا بقوة المخلوق أو تدبيره أو أمره وإنما منّ الله بها على المخلوق قوة وضعفا
على ما شاء الله وأراد فلا يرفع المخلوق وصفه بها
أولا:- ليس المقصود بهذه الألفاظ المقارنة بين رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبين ربه بل هي مقارنة بين الخلق بمعنى أنه ليس في الخلق من هو
أولى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يلاذ به ويلجأ إليه ويفزع إليه عند الشدائد
ليقوم بالتوسل عند ربه في كشفها مثل ما يكون عليه الحال في يوم الهول العظيم حيث لا
يجد الأنبياء والخلائق ملجأ إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع لهم في كشف كربهم
حيث يقول: " أنا لها " ويشفع .
ثانيًا: ليس في المسلمين إطلاقا من يعتقد لأحد فعلا أو تركًا
أو رزقًا أو نصرًا أو أحياءً أو إماتةً فحسن الظن بهم - وهو ما أُمرنا به - حمل مثل
تلك الألفاظ على المجاز كله لله خلقا وإيجادا أصالة وما نسبتها إلى المخلوق ممن أكرمه
الله بحصولها علي يده إلا لأنه هو المتسبب فيها بدعائه لربه وشفاعته عنده .
فليس معنى طلب شيء من المستغاث به عند المسلم إلا الطلب منه
بأن يسأل الله تعالى ويشفع عنده بقضاء الحاجة.
وحمل هذه الألفاظ على حقائقها دون اعتبار لقرينة توحيده هو
ظلم كبير وخطأ فاحش.
ثانيا:- أدله التوسل والاستغاثة من صريح الكتاب وصحيح السنة
ذكرنا الاقوال السابقه وهي من الأدلة المعتمدة أيضا في التوسل
والاستغاثة ونزيدكم من صريح الكتاب وصحيح السنة
اعلم أن جميع المسلمين على علم يقيني بأن الله تعالى هو السيد
المطلق للخلائق أجمعين وكلهم عبيده وهم درجات في العبودية .
اعلم أخي المسلم أن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه
وسلم والصالحين ما هي إلا لكونهم أحباب الله تعالى ومن عباده المقربين إليه سبحانه
وتعالي لا لأجل تعظيمهم تعظيم الربوبية فالفرق واضح بين سؤال الله بأحد خلقه وبين سؤال
غير الله فالمتوسل لا يعتقد إلا أن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى وأنه هو المعطي المانع
ما شاء فالله هو المعين والمغيث والمجيب الحقيقي .
فالتوسل بالأنبياء والصالحين المقصود بهم أنهم أسباب ووسائل
لنيل المقصود وأن الله تعالى هو الفاعل كرمة لهم لا أنهم هم الفاعلون ..
كما في قوله تعالى (فيه شفاء للناس) النحل 69
فالعسل بنفسه لا يشفي بل الشافي هو الله تعالى والعسل سبب
جعل الله فيه بقدرته الشفاء
وطلب بني إسرائيل من سيدنا موسى عليه السلام أن يستسقي لهم
والفاعل الحقيقي هو الله .
ولتعلم أخي أن التوسل مستحب وهو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب
التوجه لله تعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله والمتوسل به إنما وسيلة ومن اعتقد
غير ذلك فقد أشرك..وإن التوسل ليس أمرا إجباريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل هو من
طرق الدعاء لالتماس الإجابة تقبل الله دعائنا ودعاء المسلمين جميعا.
وما ظهر في القرون المتأخرة من تحريم التوسل لا أساس له من
الصحة ويخالف الشرع والدين لأن من أنكر التوسل قد أجاز التوسل بالأعمال الصالحة وما
التوسل بالأنبياء والصالحين إلا توسل بأعمالهم التي كانت سببا في قربتهم لله الواحد
الأحد .. فمن توسل بالنبي وسأل الله بجاه نبيه وبحبه له فقد نبع هذا من حبه وإيمانه
بنبيه ولعلمه أن الله يحب نبيه وإيمانا أن نبيه هو من علم ألامة التوحيد وكان الواسطة
بين الله وعبيده في تعليمهم هذا الدين ونقل شرائعه.
فمن توسل بولي إنما توسل به لمكانته عند الله وحب الله له
وصلاح أعماله ولولا محبة الله للصالحين وإيمانهم ما توسل بهم أحد
والأنبياء عليهم
الصلاة والسلام والأولياء هم من جملة عبيد الله تعالى وهم درجات كما لا يخفي علي أحد
من المسلمين و لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من دون الله تعالى ضرا أو نفعا..فلا أحدا
من أمة الإسلام بتوسله عظم الأنبياء والأولياء تعظيم الألوهية لأنهم يقرون ويعلمون
أنهم من جملة عبيد الله تعالى وأنما توسل بهم بقدرهم ومنزلتهم عند الله تعالى .
ولا يخفي قدر النبي صلى الله عليه وسلم المقدم على قدر جميع
الأنبياء عليهم السلام المقدمون على قدر البيت والصحابة المقدمون على الأولياء الخ
..
إذا فالتوسل بالذات إنما هو توسل بأعمال الصالحين وإيمانهم
وحب الله لهم وقربهم منه .
والتوسل وطرقه هذه كلها قربات هي من صلب التوحيد ولا تمت
إلى الشرك بصلة إلا إذا قصد المتقرب عبادة الرسول أو القبر أو صاحب القبر ، وهذا ما
لم يقع فيه مسلم شهد الشهادتين بل الأصل أن القدرة المطلقة هي من خصائص الذات الإلهية
وهذا لا يخفي على العوام فضلا عن الخواص .
واعلم أخي إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل
حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث
في القيامة والجنة كما سنبين من صريح الكتاب وصحيح السنة
وقد يقع البعض في القول مجازا مثل أن يقول يا محمد اشفني
. أو يا حسين أغثني .
فاعلم حياك الله أن من له أدنى اطلاع على اللغة يعلم أن هذا
القول مجازا وأن ما تخفيه الصدور أعلم به من لا تخفي عليه خافية في الأرض ولا السماء
والأمر أن أصحاب هذا القول هم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى
هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى
الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من أضرب المجاز ولا يستطيع أحد ممن
له أدنى مسكة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم
والسنة الشريفة..
فما قصد الاستغاثة أو التوسل استقلالا إنما قوله هذا مجازا
وتصريحه به لا يخل بعقيدته بل نقول إن الأمر لا يستوجب تلك الحرب على القائل بل يكفي
التوجيه لإيضاح الإيهام في الفاظة وتوجيهه وتعليمه أدب التوسل الصحيح وليس تكفيره .
ولو قام أحدنا بسؤال أحد المسلمين في قوله يا حسين اشفني
هل الحسين رضي الله عنه يشفي أم الله ؟
لنهرك قائلا الله الشافي المعافي والله يحب الحسين فيشفيني
بقدره ومنزلته عنده.
وما قصد طلب الشفاء من الحسين استقلالا فانظر حياك الله هذه
أمثله واقعية محسوسة وملموسة فكيف نحكم على القائل بالكفر والشرك وهو مؤمنا موحدا بالله
الواحد الأحد ؟
وهي من الممكن أن نحملها على المجاز كما قلنا مثل القول هذا
الطعام أشبعني وهذا الماء رواني وهذا الدكتور عالجني وهذا الدواء شفاني .
فهذا كله مجازا والفاعل الحقيقي هو الله تعالى المشبع والراوي
والشافي والمعالج حقيقيا هو الله تعالى وكل هذه أسباب ولهذا يجب
إحمال الكلمات على الوجه الصحيح وعدم الإسراع في التكفير بل وجب التنبيه والنصح
وتعليمه أدب التوسل فعلا وقولا ليكون القول خاليا من أوجه الطعن من الجاهلين .
بعض من المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة
١- فقد أسند الله تعالى إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام
إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه ( وأبرئ الأكمه
والأبرص وأحي الموتى بإذن الله )
فما دام قد وجه الإذن الإلهي لعبد محبوب عنده فلا حر إذا
في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا
عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص
وإحياء الموتي أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه
السلام قوله وأقره عليه.
٢ ومثل هذا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي : سلني فقال أسألك مرافقتك في
الجنة فقال أو غير ذلك فقال هو ذاك قال أعني على نفسك بكثرة السجود .
وسؤال الجنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغاثة
وطلب لما لا يقدر عليه إلا الله ولم ينكر عليه الصلاة والسلام سؤاله ولم يقل له لا
تسأل غير الله .
٣- ومن المجاز قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام ( لأهب
لك غلاما زكيا )
فإسناد الوهب إليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده
٤ ومنها قوله تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
والنصر حقيقة على الله تعالى وحده
٥ –(فأعينوني بقوة)
والمعين الحقيقي هو الله.
٦ ومنها قوله جل وعلا ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم
فثبتوا الذين آمنوا )
مسندا التثبيت إلى الملائكة مجازا
والأمثله كثيره في هذا الباب فقد طلب الكثير من الصحابة رفقة
الرسول في الجنة وأجابهم بالإثبات وغيرها الكثير.
أدله الكتاب الحكيم
١- قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) المائدة 35
الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى
الله ولفظ الوسيلة عام في الأية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة
من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحه إلخ إلخ
أي الأية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع
القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شك كما سيوضح من الأحاديث
القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عامل وهو شامل لجمع أنواع التوسل
الغير محتوي على مخالف شرعي.. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود
٢- ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ
اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه
وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة
تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصة ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لأن الأنبياء
في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا .
فائدة ودرر من أقوال شيخنا العلامة المحدث الغماري رحمه الله
فإن قيل : من أين أتى العموم للآية حتى يكون تخصيصها بحالة
الحياة يحتاج إلى دليل ؟
قلنا : من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في
الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عَامًّا؛ لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه
مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً.
فإن قيل: طلب الدعاء والشفاعة من الحي معقولٌ، أما من الميت
فلا، لأنه قد انقطع عن هذه الدنيا فلا يدري ما يقع فيها!!
قلنا: ليس كذلك ، بل ثبت التواتر والإجماع أن الأنبياء أحياء
في قبورهم، وثبت أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لسيئات أعمالنا، كما
في حديث عرض الأعمال، بل ثبت لمطلق موتى المؤمنين أنهم يشعرون بمن يسلِّم عليهم ويردون
عليه السلام ويستأنسون به ما دام جالساً عندهم إذا كانوا يعرفونه في الدنيا، فكيف يمتنع
الدعاء منهم في هذه الحالة بل هو ممكن عقلاً وشرعاً ؟
وللرد على شبهة أثارها الجهال :
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا للمستقبل
وهذا إن دل إنما يدل على جهل القائل بهذه العبارة وقلة اطلاعه وضيق أفقه وان بضاعته
في العلم مزجاه. لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا
" للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على
النار )(ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ) (ولو ترى
إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )
ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠
_ ٨٣ )
أقوال أئمه التفسير في هذه الأية وعدم تخصيصها بحياة النبي
صلى الله عليه وسلم.
1- قال الشوكاني:-
(ووجه الاستدلال بها أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بعد
موته كما في حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم , وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا
) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
وفي معجم الطبراني ٩/٢٢٠ : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن
في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا
بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي ٧/٧١ : (رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة
منها قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله
... ) الآية
قال الشوكاني : ( والهجرة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته
الوصول إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته ) نيل الأوطار ٣/١٠٥
2- القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦)
" روى أبو صادق عن على قال : قدم علينا أعرابي بعدما
دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله
فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية وقد ظلمت
نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك "
3- والثعالبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله
عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم
إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .. فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له .
من حلية النووي وسنن
الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي .
4- وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه
الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم
أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .. فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه
وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " .
5- والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه
الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا
بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .. فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه
وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له "
6- والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي
إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى
القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله
جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله " ولو
إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
٣- قال الله تعالى في قصة موسى ( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي
مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ )
فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف
عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله
تعالى.. لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم
بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمده من الله تعالى وبإذن الله تعالى
4- قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت
فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لايه
لكم أن كنتم مؤمنين ) سوره البقرة
قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت
: وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي
كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة
والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم وقهروهم علي أخده فانتزعوه
من أيديهم .
قال ابن كثير : (وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان
فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدورالأنبياء . ) البداية ج ٢
وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان
من التوراة وثياب هارون ,ىومنهم من قال : العصا والنعلان . تفسير ابن كثير
ج ١
وقال القرطبي : (والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه انزله
الله علي آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام
فكان في بني اسرئيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقه وسلبوا
التابوت منهم ). تفسير القرطبي ج ٣
وهذا في الحقيقه ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء . وتوسلا
ببركة التابوت.
ولكل من ذكر أن ذات النبي عليه الصلاه والسلام والصالحين
لا تجلب نفعا .
٥- (ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ) (الآية، جزء ٩، س الأنفال
)
فهذه الآية تدل علي أن حلول ذات النبي عليه الصلاه والسلام
مانعة من نزول العذاب علي الكفار ولا يمكن القول أن النبي صلي الله عليه وسلم نفعهم
بدعائه ولا بشفاعته لأن هذه الاشياء لا تكون للكفار .. فكانت ذات النبي صلي الله عليه
وسلم نافعه حتي للكفار في وجوده في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام
إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلي الله
عليه وسلم حال دون عذابهم .
فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلي
الله عليه وسلم وبركة المؤمن متعدية , حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب , فوجود
الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار فكيف لا تكون ذات أفضل
الخلق أجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم غير نافعه للمسلمين ؟
فنفع بذاته وهذا ما يؤدي الي أن التوسل بذاته الشريفة نافع
للمسلمين باذن الله تعالي .
٦- { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض }
أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في
قوله " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض "
قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج
، وبمن يزكي عمن لا يزكي .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { ولولا دفع الله الناس
بعضهم ببعض... } الآية. قال : يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع { لفسدت الأرض } يقول : لهلك من
في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول: لولا بقية من
المسلمين فيكم لهلكتم .
فهذا الوجه فيه دلالة علي أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها
لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فهنا نفعَ المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم
بل ونفعوا الكفار .
٨- وقال تعالى: ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم
وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي
الكافرين ) سورة البقرة الآية ٨٩]
روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله
عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون علي الذين كفروا يقولون : اللهم إنا نستنصرك بحق
النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله
وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.
تفسير القرطبي
قوله تعالى : ولما جاءهم - يعني اليهود - - كتاب - يعني القرآن
- من عند الله مصدق - نعت لكتاب -ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف
أبي النصب فيما يروي لما معهم - يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها - وكانوا من
قبل يستفتحون - أي يستنصرون
والاستفتاح : الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي
صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين ) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم منه فعسى الله أن يأتي بالفتح
أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب.
وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
( إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم
)
وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله
عليه وسلم يقول ( أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم )
قال ابن عباس ( كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت
يهود فدعت يهود بهذا الدعاء : وقالوا- إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه
لنا آخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان
, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي ( وكانوا من قبل يستفتحون
علي الذين كفروا ) أي بك يا محمد الي قوله ( فلعنة الله علي الكافرين)
أدلة السنة
توضيح لابد منه
ولتعلم أخي أن التبرك ليس هو إلا توسلا إلي الله سبحانه وتعالي
بهذا المتبرك فالتبرك توسل سواء كان ذلك أثرا أو مكانا أو شخص. لأن المتبرك
يقصد التوسل بهذه البقعة لما يحل فيها من خير وبركة ورحمات وتحضرها الملائكة وتغشاها
السكينة أو الشخص بفضله وقربه من الله وصلاحه وأعماله الصالحة أو الأثر لما فيها من
الفضل لأنها مشرفة بشرف الذات التي تخصها..
فكلها أسباب لتقبل الدعاء ونيل الرحمات من الله عز وجل بالتوسل
ببركه هذه الاشياء
فهي توسل ببركة الشئ وقدره..والله هو القادر المعطي يعطي
ما يشاء لمن يشاء ولا مقيد لقدرته .. فيعطي النفع والضر المقيد لمن يشاء من عباده بإذنه
والقدرة المطلقة له سبحانه عز وجل..
فلا اختلاف بينها
1- روى البخاري في صحيحه ( أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : إن الشمس تدنو يوم
القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن ، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ، ثم بموسي ، ثم بمحمد
، فيشفع ليقضى بين الخلق . )
وهذا يؤيد ما جاء في الآية الكريمة وأن الاستغاثة بالمخلوقات
ليست عبادة وإلا لما جرأ أحد على الاستغاثة بغير الله في ذلك المحشر العظيم وبمحضر
من الأنبياء بل ومن رب العزة. فيتسغيثوت بالانبياء جميعهم .
فهل يقال أن الشرك مباح في يوم المحشر إذا كان شركا كما يقول
المتعنتون؟
صحيح البخاري ج ١٤٧٥ (٢/٥٣٦).
2- ( حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ
بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ
فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ فَادْعُهُ. قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ
وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ
إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى
رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِىَّ )
أخرجه احمد في مسنده ج٤ ص١٣٨ ,والترمذي في سننه ج٥ ص ٥٦٩
وقال هذا حديث حسن صحيح,والنسائي في الكبري ج٦ ص ١٩٦, وفي عمل اليوم والليله ج١ ص
٤١٧,وابن ماجه في سننه ج١ ص ٤٤١ , والحاكم في المستدرك في موضعين ج١ ص ٤٥٨,و ج١ ص
٧٠٧ , والطبراني في الصغير ج١ ص ٣٠٦, والاوسط ج٢ ص ١٠٥, والكبير ج٩ ص ٣٠..
حتي لم يضعفه من اشتهر بالمنهج المتشدد مثل الألباني قال
عنه انه صحيح في التعليق علي صحيح ابن خزيمه ١٢١٩
وفي هذا الحديث الرسول صلي الله عليه وسلم علم الرجل الضرير
دعاء وهو من الدعاء المأثور كما ان الرسول صلي الله عليه وسلم علمه الدعاء ولم يدعي
له . فلم يكن التوسل بدعاء النبي كما واضح من الحديث بل أمره أن يتوضأ ويدعو ويسأل
الله بجاه النبي الشريف صلي الله عليه وسلم وأمره بذلك في مقام البيان والتشريع
ولا خلاف بين أهل العلم أن الدعاء المأثور عن النبي والذي
علمه لأصحابه بالصيغ المختلفه هو من أفضل الدعاء سواء في حال وجود االرسول صلي الله
عليه وسلم أو بعد انتقاله صلي الله عليه وسلم وهذا الدعاء وصيغته منها فلا حجة لأهل
البدع بإنكاره بتضعيف ما ورد من أثر أيام سيدنا عثمان رضي الله عنه فهذا الدعاء من
الماثور ..
" قاعده نفيسة من كلام العلامة الشيخ علي جمعة في كتابه
البيان لما يشغل الاذهان يقول مولانا:
(هذه الصيغه من الادعية حيث علمها الرسول صلي الله عليه وسلم
لاحد اصحابه واظهر الله معجزة نبيه صلي الله عليه وسلم
حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس وفي الحقيقه فنحن
لا نحتاج الي ذكر قصه الحديث التي حدثت في زمن سيدنا معاويه ابن ابي سفيان حتي نستدل
علي جواز الدعاء بهذه الصيغه بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم فأذا علم رسول الله
صلي الله عليه وسلم أحدا من اصحابه صيغة دعاء ونقلت إلينا بالسند الصحيح فدل
ذلك علي استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتي يرث الله الأرض ومن عليها وليس هناك
مخصص لذلك الدعاء لهذا الصحابي وحده ولا مقيد لذلك بحياته صلي الله عليه وسلم
فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامه إلا أن يثبت
المخصص أو المقيد لها )
ومن الحديث ولفظه وهو صحيح أن النبي لم يدعو للصحابي الضرير
بل الصحابي الضرير قد توسل بالنبي في دعاءه فقال اللَّهُمَّ إِنَى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ
إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نبي الرَّحْمَةِ..
وكل دعاء مأثور هو دعاء للأمة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض
ومن عليها ولا سبيل لتقيده وتخصيصه في هذا الحديث.
وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله .
3- ذكرنا حديث الصحابي الضرير وأنه من صيغ الدعاء المستحبة
إلى يوم الدين وأنه من الدعاء المأثور عن النبي ولا تخصيص له ولا تقيد بحياة النبي
صلى الله عليه وسلم وسنذكر الحديث الذي يشد عضد هذا ويغلق الباب على أهل البدع على
الرغم من عدم وجود تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم
وقصه الحديث : إن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان رضي
الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إلى حاجته فلقي عثمان بن حنيف
فشكا إليه ذلك , فقال عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ، ثمّ ائت المسجد فصل فيه ركعتين
ثمّ قل : اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّـد صلّى الله عليه وعلي آله
وسلّم نبيّ الرّحمة ، يا محمّد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي ، وتذكر
حاجتك ، ورحْ إليّ حتّى أروح معك . فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له ثمّ أتى باب
عثمان بن عفّان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمان بن عفّان فأجلسه معه علي
الطّنفسة ، وقال: ما حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ، ثمّ قال له: ما ذكرت حاجتك حتّى
كانت هذه السّاعة. وقال له : ما كان لك من حاجة فائتنا ، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده
فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيرًا ، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى
كلّمته فيّ ، فقال عثمان ابن حنيف : والله ما كلّمته ولكن شهدت رسول الله صلّى الله
عليه وعلي آله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النّبيّ صلّى الله عليه
وعلي آله وسلّم : ((أو تصبر؟ )) فقال : يا رسول الله إنّه ليس لي قائد وقد شقّ عليّ
. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم : ((ائت الميضأة فتوضأ ، ثمّ صل ركعتين
، ثمّ ادع بهذه الدّعـوات)) . قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث
حتّى دخل علينا الرّجل كأنّه لم يكن به ضرر قط..
رواه الطبراني في الصغير ج ١ ص ٣٠٦..والبيهقي في دلائل النبوة,والمنذري
في الترغيب والترهيب ج ١ ص ٢٧٣
وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٢ ص ٣٧٩,وقد ذكرها المياركفوري
في تحفه الاحوذي ج١٠ ص ٢٤
وصححه العلامة المحدث الغماري في إرغام المبتدع الغبي ص
٦
قال الشيخ ابن تيمية : قلت : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه
دعا به السّلف. اهـ [الشيخ ابن تيمية في قاعدة جليلة ص٩٤]
وقال أيضا:- قال ابن تيمية : يجوز التوسل بلفظ « أسألك بنبيك
محمّد » إذا كان على تقدير مضاف ، أي أني أسألك بإيماني به وبمحبته ونحو ذلك ، ولكن
كثيراً من العوام يطلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى كما ذكر ذلك ابن تيمية
بحرفه في نفس الكتاب ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) طبعة منشورات دار الآفاق الجديدة
- بيروت في صفحة رقم ٩٤
(وان كان ابن تيميه حكم علي روايه عثمان بالضعف ولكنه اقر
الدعاء وان هذا من فعل السلف وهذا ما يهمنا في قوله ان هذا من فعل السلف اما رايه في
المنعه فهو راي اجتهادي لم يسبقه به احد من العلماء المهم أنه اثبت أ الدعاء من فعل
السلف بغض النظر عن رايه المضاد..
( وهو علي قدره غابت عنه الراوية الاخري الصحيحة فضعف رواية
عثمان بن عمر لانه انفرد به وغاب عنه الرواية الاخري رواية روح ابن عبادة عن شعبة )
قال الإمام الشوكاني رحمه الله : [ إن التوسل به صلى الله
عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته ، وفي حضرته وفي مغيبه ، ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل
به صلى الله عليه وسلم في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا
سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه
....] المرجع : الدر النضيد ص
الشوكاني ص 138 تحفة الذاكرين في ( باب صلاة الضر والحاجة
) حيث قال ما نصه : ( وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله الى الله عز وجل
مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى )
وقد ضعف أهل التشدد الحديث برواية شبيب بن سعيد الحبطي بحجة
أن شبيب لا تكون روايته حجة إلا إذا كان من رواية ابنه أحمد واليك رواية ابنه احمد
للرد علي من انكر هذه القصة بدون مراعاة أصول علم الحديث, فهذا الحديث له رواية اخري
غير ما ضعفها أهل التشدد عمدا و اسنادها صحيح لا غبار عليه
قال البيهقي في الدلائل"٦/١٦٦"
من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا
أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهيل عن عثمان بن حنيف...ان
رجلا ان يختلف الي عثمان رضي الله عنه ...الخ الي نهايه الحديث
فهذه الرواية كافة للقضاء عليهم بالبطلان
- يعقوب بن سفيان ثقة انظر تذكرة الحفاظ
"٢/٥٨٢" تهذيب التهذيب "١١/٣٨٥"
- أحمد بن شبيب من رجال البخاري انظر تهذيب التهذيب"١/٣٦"
ووثقه ابوحاتم"٢/٥٤" وابن عدي في الكامل أثناء ترجمة ولده٤/١٣٤٦ ووثقه ابن
المديني وكتب عنه
فشبيب من رجال البخاري وهو شبيب بن سعيد الحبطي البصري انظر
تهذيب التهذيب "٤/٣٠٦" وثقه أبو حاتم "٤/٣٥٩"وابن عدي في الكامل
"٤١٣٤٦" وابن المديني انظر تهذيب التهذيب "٤/٣٠٧
فالحديث صحيح ويعضده هذا الأثر أيضا
5- حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول
: جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال : بك داء لا يبرأ ، قال :
ما هو ؟ قال : الدُّبَيْلَة ، وهي خرّاج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً
، قال : فتحول الرجل فقال : الله الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً ، اللهم إني أتوجه
إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك
وربّي يرحمني ممّا بي . قال : فجس بطنه فقال : قد برئت ، ما بك علة .
كتاب مجابي الدعاء لابن أبي الدنيا ص: ٢٦٤
وقد كان ابن أبجر حافظاً ثقةً ، وكان مع ذلك طبيباً ماهراً
يداوي الناس مجاناً، وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي
6- صحيح البخاري : حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة
قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي
طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر
وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
فتهلل وجه النبى صلي الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت
ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله
الحديث ٩٥٣ أخرجه البخاري (١٠٠٨)
قال الامام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم
" وهو رضيع : لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم
" وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام
بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش
والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو ان ابن عمر رضي الله عنه
قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتي سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت
ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلي الله عليه وسلم بقوله وأبيص يستسقي الغمام بوجه.
وهذا توسل واضح بذات النبي صلي الله عليه وسلم لأن الوجه
الشريف جزء من جسد النبي صلي الله عليه وسلم.
وقد فسر الجمهور في القران الايه (ويبقي وجه ربك ذو الجلاله
والاكرام)
فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج٣ ص ٤٠٣
وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه
(معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل الي الله عز وجل
بنبيه لانه حضر استسقاء عبدالمطلب والنبي صلي الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام
في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله)
عمده القارئ ج٦ ص ١٠
7- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (لما ماتت فاطنة
بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكانت ربت النبي -صلى الله
عليه وسلم- دخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس عند رأسها وقال : (رحمك
الله يا أمي بعد أمي)، وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببردته وأمر بحفر قبرها قال فلما
بلغوا اللحد حفره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ
دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فاضطجع فيه ، ثم قال : ( الله الذي يحيي ويميت
وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين
من قبلي فإنك أرحم الراحمين )
ففي هذا الحديث اختلف البعض ولكن في نفس الوقت معني الحديث
صحيح مؤيد بما مضي وما سياتي من أدلة فمعني الحديث التوسل بالنبي والأنبياء عليه الصلاة
والسلام وهذا المعني صحيح له أدلة في الكتاب والسنة.
وهو توسل به وبالأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام بلا شك
فكيف تمنع أمته ؟
وقد روي هذا الحديث أكابر العلماء وصححوه
رواه الطبراني في الاوسط ج١ ص٦٨
الطبراني في الكبير ج٢٤ ص٣٥١
الأصبهاني في حلية الأولياء ج٣ ص ١٢١
والهيثمي في مجمع الزوائد ج٩ ص ٢٥٧
مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٨
ابن حبان
8- عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب
فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم
مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يارب ! ما آلو إلا
ماعجزت عنه
وهو حديث صحيح صححه الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث
قال ما نصه ( وروي ابن ابي شيبه باسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار
قال :
أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي
صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ، وقل له
: عليك بالكيس الكيس )، فأتى الرجل فأخبر عمر ، فقال : يارب ما آلو إلا ما عجزت عنه
وقد روي سيف أن الذي رأي المنام المذكور هو بلال بن الحارث
المزني احد الصحابه.
رواه الامام البخاري في تاريخه (٧/٣٠٤
وهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبه في مصتفه ج٦ ص ٣٥٦ ,
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١١٤٩
, فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦
وذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وقال اسناد صحيح ج٧
ص ٩٠
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وفي التفسير (١/٩١) وقال
إسناده صحيح
والبيهقي في دلائل النبوة (٧/٤٧)
وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)،
والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (٦٣)
والحديث صحيح صححه أكابر العلماء
والحديث فيه الجواز بالطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم
والتوسل به في الاستسقاء بعد انتقاله الشريف صلي الله عليه وسلم..والذهاب الي قبره
ايضا وطلب الاستسقاء والتوسل به صلي الله عليه وسلم.
ومالك هو خازن عمر ولا يتخذ عمر خازن الا اذا كان امينا صادقا
ولنعلم ان وقع ذلك على علمٍ من سيدنا عمر بل ويبكي تأثراً
وينسب إلى نفسه التقصير ، وهو من علم عنه من محاربة الشرك وأهله بل ما دون ذلك من مكروهات
الدين فكيف لو كان هذا الفعل _ أعني التوسل _ شركاً مخرجاً من الملَّة ؟! إلا أن يكون
سيدنا عمر رضي الله عنه _ جاهلاً بالتوحيد وما يذاد به عن حوضه وحماه وحاشاه
9- عن عثمان بن عبد الله بن موهب - رضي الله عنه - قال :
( أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح من ماء... فيه شعر
من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه
).
أوردناه ملخصا من صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب ما يذكر
في الشيب ، ج ٤ / ٢٧
فهذا توسل واستشفاع ببركة شعر النبي صلي الله عليه وسلم للشفاء
فلماذا ينكر المنكرون التوسل ببركة آثار النبي ومتعلقاته...
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من
الصادر من ذات النبي صلي الله عليه وسلم
فهل يقال أن شعر النبي الشريف صلي الله عليه وسلم كان تدعوا
او تشفع ؟
بل هي كانت تتوسل ببركة شعر النبي صلي الله عليه وسلم لدفع
الحسد والشعر لا يتصور فيه شئ سوي كونها من آثار الذوات وهي ذات النبي صلي الله عليه
وسلم .
وهل تدفع العين بذات الشعر ولا تدفع بذات النبي صلي الله
عليه وسلم ؟
وقال ابن حجر - رحمه الله: " والمراد أنه كان من اشتكى
أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه ، وتعيده ، فيشربه صاحب
الإناء ، أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها " . " فتح الباري "
(١٠/٣٠٣)
10- روى البخاري في صلح الحديبية عن عروة بن مسعود قال عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . والله ما تنخم رسول الله ( ص ) نخامة إلا وقعت
في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وأنه إذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوئه (صحيح البخاري
كتاب الشروط / باب ( الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط ) . وكتاب
الوضوء منه باب البزاق والمخاط ونحوه . . . ١ / ٣٨ وباب استعمال فضل وضوء الناس .
. . ١ / ٣٣ ومسند أحمد 4 / 329 ، ٣٣٠
وهنا توسل الصحابة ببركة نخامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وماء وضوءه الشريف لنيل البركة والتوسل بها لأغراض عديدة...
11- فقد أخرج مسلم في الصحيح عن مولى أسماء بنت أبي بكر قال
:
{ أخرجت إلينا جبةً طيالسةً كسروانيةً لها لَبِنَة ديباج
وفرجاها مكفوفان , وقالت : هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة ,
فلما قُبِضَت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي
بها }. وفي رواية : { نغسلها للمريض منا }
٣/١٦٤١) رقم(٢٠٦٩) كتاب اللباس والزينة ، باب تحريم استعمال
آنية الذهب والفضة علي الرجل .
فهاذ ما كان إلا توسلا ببركة جبته صلى الله عليه وسلم واستشفاع
بها لدفع المرض عن المسلمين لأنها لامست أشرف الذوات سيد الخلق سينا محمد صلى الله
عليه وسلم..
وما كان التوسل بالجبة إلا لأنها لامست ذاته الشريفة صلى
الله عليه وسلم؟؟
١2- اخرج البخاري في صحيحه بإسناده إلى سهل بن سعد رضي الله
عنه قال : " جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببُردة ، فقال سهل للقوم
: أتدرون ما البُردة ؟ فقال القوم : هي شملة ، فقال سهل : هي شملة منسوجة فيها حاشيتها
، فقالت المرأة : يا رسول الله أكسوك هذه ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا
إليها فلبسها ، فرأها عليه رجل من الصحابة فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسُنيها،
فقل : ( نعم ) فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا : ما أحسنت حين
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها ، وقد عرفت أنه
لا يسأل شيئًا فيمنعه ، فقال : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي
أكفن بها.
وقد أخرج البخاري هذا الحديث في الجنائز أيضًا في باب ( من
استعد الكفن) والصحابي هو عبد الرحمن بن عوف ، وقيل هو سعد بن أبي وقاص، وكل منهما
من العشرة المبشرين بالجنة السابقين في الإسلام.
ففي هذا الحديث التوسل ببركة بردة النبي صلى الله عليه وسلم
لتكون سببا في دفع العذاب ونول الرحمات فالصحابي أرادها متوسلا بها لنيل الرحمة والمغفره
لأنها لامست الجسد الشريف الذي كل ما لامسة لا تمسه النار .
13- روى الدارمي في سننه ، قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا
سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : (
قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه
وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا
. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ).
سنن الدارمي (١ـ ٥٦)
رواه ابن الجوزي (م ٥٩٢ه) في الوفاء، ص ٨٠١
فهذا توسل بقبره الشريف للاستسقاء لا من حيث كونه قبر من
أحجار بل لأنه يضم جسد أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم . وفعل السيدة عائشة رضي الله عنها وسط الصحابة والعلماء
والأئمة في المدينة ولم يعترض أحد منهم وعائشة رضي الله عنها ومن كان معها ليسوا ممن
يجهلون الشرك فالتوسل ليس بشرك كما يدل فعل السيدة عائشة وموافقة من كان معها رضوان
الله عليهم أجمعين .
وراوي الحديث هو شيخ الإمام البخاري . وقد دندن البعض حول
الحديث . ولكنها كلها محاولات يائسة منهم لأن الراوي شيخ البخاري.
وقال فيه الحافظ في التقريب ثقة ثبت تغير في آخر عمره
ويقول الشيخ العلامة محمد بن علوي المالكي في مفاهيم يجب
أن تصحح ص ٨٧
وهذا لا يقدح فيه لأن البخاري روي له في صحيحه أكثر من مائة
حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه راوية . وهذا الحديث قبل اختلاطه لأنه لم يحمل عنه راوية
بعد اختلاطه . ولا مجال لدندنة البعض إلا بدليل قوي والا رد أحاديث الراوي جميعها
قصة العتبي
14- عن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه
وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد
جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية
النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "
وهذه القصة دندن البعض حولها ببعض الأقاويل
فنبين ما ذهبوا إليه بجهلهم ونذكر لهم أن هذه القصة قد نقلها
جل علماء الأمة الإسلامية واعتمدوا عليها ونتساءل ونقول لهم هل نقل أكابر العلماء الكفر
والضلال في كتبهم؟؟ وهل نقلوا ما يدعو إلى الوثنية وعبادة القبور كما تدعون؟؟
واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الأية القرآنية
( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) هم جل علماء الأمة وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر
صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصر
الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص ٤٩٨
والإمام النووي في المجموع (٨/٢٠٢)-
ابن كثير في تفسيره ١/٥٢٠-٥٢١
وابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٥٠-١٥١)
القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦ )
والثعالبي (١/٣٨٦ )
والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١
والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣
الكمال بن الهمام في فتح القدير (٣/١٧٩-١٨٠-١٨١)
والشرنبلالي في نور الإيضاح (١/١٥٥)
وعبد القادر الجيلاني (٥٦١ هـ) في كتاب الغنية
وابن الجوزي في المنتظم (من ٢٥٧ هـ) (٩/٩٣)
وابن قدامة المقدسي في المغني (٣/٢٩٧-٢٩٩)
وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب
وابن مفلح في المبدع (٣/٢٥٩)
والبهوتي في كشف القناع (٢/٥١٦)
شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل
والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٥)
ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب-
والسبكي في شفاء السقام
وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه
وسلم (١٨٣)
وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم
والحصني في دفع شبه (ص ١٥)
والجاوي في نهاية الزين (١/٢٢٠-٢٢١)
القاضي عياض في الشفاء
والشهاب القرافي في الذخيرة (٣/٣٧٥-٣٧٦)
والزرقاني والقسطلاني في المواهب اللدنية
ابن الأثير في الكامل (٨/٥٠٦)
وابن خلكان في وفيات الأعيان (٥/١٣٦)
أبو محمد ابن قدامة في المغني ج٣ ص ٥٥٦
أبو الفرج ابن قدامة كتاب الشرح الكبير ج٣ ص ٤٩٥
قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦
وغيرهم الكثير ممن يتعذر حصرهم من جل علماء الأمة الإسلامية
فماذا يبقي للمنكرين هل يكفّرون جل علماء الأمة الذين نقلوا
وروا هذه القصه ؟
كما أن الأبيات التي أنشدها العتبي
يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مكتوبة علي الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك
الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين..
ولم يعترض احد
15- عن داود بن أبي صالح ، قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً
واضعاً وجهه على القبر ، فقال: أتدري ما تصنع ، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب ، فقال:
نعم جئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، ولم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير
أهله) .
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم في المستدرك
وهو حديث صحيح
مجمع الزوائد للهيثمي /٥ ـ٢٤٥/ رقم: /٩٢٥٢/
وهي فيه جواز التوسل بالتبرك بقبر النبي وبيان أن هذا من
فعل الصحابة والسلف الصالح
توسل سيدنا خالد وتبركه بشعيرات النبي صلي الله عليه وسلم
واستفتاحه بها
16- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال اطلبوها
، فلم يجدوها ثم طلبوها فوجدوها وإذا قلنسوة خلقة فقال خالد اعتمر رسول الله ( ص )
فحلق رأسه وابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم
اشهد قتالا وهي معي الا رزقت النصر
المستدرك للحاكم كتاب معرفة الصحابة كتاب مناقب خالد ج ٣
/ ٢٩٩ واللفظ له وبترجمة خالد في اسد الغابة والاصابة وموجز الخبر بمنتخب كنز العمال
بهامش مسند احمد ٥ / ١٧٨ تاريخ ابن كثير ج ٧ / ١١٣
وفي هذا توسل سيدنا خالد بشعر النبي صلي الله عليه وسلم
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من
الصادر من ذات النبي صلي الله عليه وسلم
فهل يقال أن شعر النبي الشريف صلي الله عليه وسلم كان تدعوا
او تشفع ؟
16- شعار المسلمين في موقعه اليمامة توسلا باسم النبي صلي
الله عليه وسلم
وكان القائد هو خالد ابن الوليد رضي الله عنه وكان ينادي
بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ ( يا محمداه)
الطبرى فى تاريخه (٢/٢٨١)
ابن الأثير فى الكامل (٢/٢٢١)
ابن كثير فى البداية والنهاية (٦/٣٢٤ )
17- روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : ( حدثنا أبو نعيم
قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : ( خدرت رجل ابن عمر فقال له
رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد )) ?.
وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان : ( باب ما يقول الرجل
إذا خدرت رجله ) .
وذكر ابن تيمية في الكلم الطيب ص ١٦٥
ابن السني في كتابه (( عمل اليوم والليلة ))
وفي كتاب الأذكار للإمام النووي ص٢٧١ باب ما يقوله إذا خدرت
رجله
وفي هذا الموضع جواز التوسل بالنبي ونداءه والاستشفاع به
في المرض والشدائد
17- أخرج البخاري في التاريخ وأبو نعيم عن خالد بن سعيد عن
أبيه عن جده قال (قدمت - قبيلة - بكر بن وائل مكة في الحج فعرض رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليهم الإسلام ، فقالوا حتى يجيء شيخنا الحارث ، فلما جاء قال إن بيننا وبين
الفرس حربا فإذا فرغنا نظرنا فيما تقول فلما التقوا بذي قار قال لهم شيخهم ما اسم الرجل
الذي دعاكم ؟ قالوا محمد قال فهو شعاركم ، فنصروا علي الفرس ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : (بي نصروا) .
وهذا الحديث واضح في التوسل ببركة اسم محمد صلى الله عليه
وسلم والتوسل بالاسم والمعلوم أن الشعار هو شعار الحرب الرسمي هنا والتوسل باسمه هو
توسل بذاته للنصر على الفرس
18- قصه الخليف المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهي
( أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي
- ثاني خلفاء بن العباس - يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم
استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك
أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك )
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وأن الإمام مالك يري الخير
في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسلية صلى
الله عليه وسلم .
كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا
محمد والذي سنورده فيما بعد.
وقد أخرج هذه القصة
رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك
رواها القاضي عياض في الشفا ٢:٤١ بسنده الصحيح عن شيوخ عده
من ثقات مشايخه
وقال الخفاجي في شرحه ٣:٣٩٨ ( ولله دره حيث أوردها بسند صحيح
وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه)
وذكرها القسطلاني في المواهب ٤:٥٨٠
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (٨:٣٠٤ ) بعد ذكر من
أنكرها فقال ( وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل
مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن
أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب)
وذكرها الإمام السبكي في شفاء السقام
والسمهودي في وفاء الوفاء
وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح
استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهم
19-عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطو استسقى
بالعباس بن عبد المطلب فقال : ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم
فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ) قال فيسقون .
صحيح البخاري ج ٢ ص ٣٤ (باب الاستسقاء)
ابن عساكر ج ٢٦ ص ٣٦١- ٣٦٢
ابن عبد البر في الاستيعاب ج ٢ ص ٨١٤ ٨١٥
الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٧٨
الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٣٣٤
وفي هذا الأثر استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهم
وهو توسل بالذات هنا لأنه توسل بذات العباس واستسقي به.وليس بدعائه
أن كلمات عمر في هذه الواقعة تتجاوز مسألة التوسُّل بالدعاء
إلى التوسُّل بنفس الشخص وذاته، فهو يقول في أول كلامه : ( اللّهم إنّا كنّا نتوسَّل
إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا ) فالحديث صريح أن
عمر هو من دعي وتوسل واستسقي بالعباس )
وما سبق من أحاديث الاستسقاء بقبر النبي صلى الله عليه وسلم
وبلغ عمر يدل هذا على أن سيدنا عمر رضي الله عنه توسل بذات العباس لأنه من أهل البيت
وأهل الصلاح وليس لأنه لا يجوز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا عمر توسل
وقال نتوسل بعمه العباس لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لشرفه ولشرف آل
بيته الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين ، وهذا من تواضع سيدنا عمر رضي الله عنه فقد
أخَّر نفسه مع أن جاهه أعظم من جاه سيدنا العباس لكنه أخّر نفسه لمقام النبي صلى الله
عليه وسلم وتكريماً لآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين .
وفي فتح الباري [٢/٣٣٧] "وليس في قول عمر إنهم كانوا
يتوسلون به دلالة علي أنهم سألوه أن يستسقي لهم ، إذ يحتمل أن يكونوا في الحالتين طلبوا
السقيا من الله مستشفعين به "أ.هـ
الإمام النووي قال في كتاب الأذكار باب الأذكار في الاستسقاء،ص
١٦٠ .
إنه يستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به
فيقولون :
اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري
أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه وقال جاء الاستسقاء بأهل الخير والصلاح
عن معاوية رضى الله عنه وغيرة
وقد روى ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ج ٢ ص ٨١٤ ٨١٥ سبب
توسل الصحابة بالعباس وهـو لا يتنافى مع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره
، بل هو هو . قلنا : لأن علة توسلهم به رضي الله عنه هي قرابته من الرسول صلى الله
عليه وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد
يزيد في هذا وضوحاً ما ذكره ابن الأثير في هذه الحادثة بعد
ذكرها ، إذ قال : فسقاهم الله تعالى به ـ أي بالعبّاس ـ وأخصبت الأرض ، فقال عمر :
هذا والله الوسيلة إلى الله ، والمكان منه .
قال : ولمّا سقي طفق الناس يتمسَّحون بالعبّاس، ويقولون
: هنيئاً لك ساقي الحرمين ( أسد الغابة : ترجمة العبّاس)
وقصر الدعاء والاستسقاء بالنبي فقط حال حياته هو قول مغلوط
إذ قصره علي ما كان قبل وفاته تحكُّم بلا دليل ، بل الأدلة علي خلافه كما وضحنا وسنوضح.
ولقد استدلّ ابن حجر العسقلاني بحادثة استسقاء عمر بالعباس
علي جواز التبرّك والاستشفاع ببعض الأخيار فقال : ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع
بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة
فتح الباري: ٢/٣٩٩... .
20- روى عطيّة العَوفيّ عن أبي سعيد الخُدريّ أنّ رسول الله
صلّى الله عليه وآله قال : مَن خَرَج من بيته إلى الصلاة فقال : اللّهمّ إنّي أسألُك
بحقّ السائلين عليك ، وأسألُك بحقّ مُمَشَّايَ هذا ؛ فإنّي لم أخرُجْ أشَراً ولا بَطَراً
ولا رياءً ولا سُمعة ؛ خَرَجتُ اتّقاءَ سَخِطَك ، وابتغاءَ مَرضاتك ، فأسألك أن تُعيذَني
من النار، وأن تَغَفَّرَ لي ذنوبي؛ إنّه لا يغفر الذنوبَ إِلَّا أنت. أقْبَلَ اللهُ
عليه بوجهه ، وَاسْتَغْفَرَ له سبعونَ ألفَ مَلَك وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من
صلاته)
وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد في مسنده ج ٣ ص ٢١ , وابن ماجه
في سننه ج ١ ص ٢٥٦ , وابن خزيمة في صحيحه ج ١٧ ص ١٨ , والطبراني في معجمه ج ٢ ص
٩٩٠ , والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ١٣٥ , ابن السني في عمل اليوم والليلة ص
٤ , والبغوي في مصباح الزجاجة ص ٢٦٢ , والبيهقي في الدعوات الكبير ص ٤٧ , ابن أبي شيبة
في المصنف ج ١٠ ص ٢١١ , وأبي نعيم الفضل بن دكين ونقله ابن حجر في آمال الأذكار ج
١ ص ٢٧٣ ...
والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (١/٢٩١
والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (٤٧١ -٤٧٢)
أرسول الله يسأل بحق السائلين وهو الغني ويتوسل بكل من سأل
الله ونحن لا نفعل ذلك ؟؟!! ويحرمه الجهلاء علي امته؟
والحديث صحيح كمل نري وصححه أكابر العلماء وهو يدل على جواز
التوسل إلى الله بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة والتوسل بحق السائلين لله..وفي
الحديث كما هو واضح توسل النبي بحق السائلين أي بكل عبد مؤمن صالح يسال الله تعالى
والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا
وهو من أدلة التوسل بالصالحين تأسيا بالنبي صلى الله عليه
وسلم وهذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولم يزل منذ عهد النبي صلى
الله عليه وسلم والي الآن المسلمين يستعملون هذه الصيغه في الدعاء عند الخروج للصلاة
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..وهو توسل واضح وصريح...
21- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( قال إن لله ملائكة في الأرض سوي الحفظة يكتبون ما يسقط
من نوى الشجر,فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله)
رواه ابن أبي شيبه في مصنفه ج ٦ ص ٩١
البيهقي في شعب الإيمان ج ١ ص ١٨٣
الهيثمي مجمع الزوائد ج ١٠ ص ١٣٢
حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار في شرح ابن
علان علي الأذكار (٥/١٥١).
22- روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم
والليلة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض
فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي ، يا عباد الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض
حاضرا سيحبسه عليكم " .
وفي رواية أخرى لهذا الحديث: " إذا ضل أحدكم شيئا، أو
أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: " يا عباد الله أغيثوني يا عباد
الله أغيثوني ، فإن لله عبادا لا نراهم "
رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك : وقد جُرب ذلك
الطبراني ح ١٠٥١٨ (١٠/٢١٧) ، وأبو يعلي ح ٥٢٦٩ (٩/١٧٧) .
وفي هذه الأحاديث دلالة على الاستغاثة وطلب الإعانة من المخلوقات
التي لا نراها فيسببها الله تعالى ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد. كالملائكة
ويقاس عليها أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها .
والاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه
والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك هذا بل هو ما علمنا إياه الرسول صلى الله
عليه وسلم .
23- حديث قصه ماء زمزم ورد في البخاري وقد روى البخاري ـ
رضي الله عنه هذه الواقعة مطولة جدًّا في "صحيحه"
عندما فني الماء بحثت عنها وورد في الحديث
( ثم ذهبت من الصفا إلى المروة حتى كان مشيها بينهما سبع
مرات ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا ـ فقالت : أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير )
ففي هذا الحديث دلاله على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها
فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها
أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها . ( وقد أثبتنا هذا في هواتف الصالحين
من الملائكة والجان والأرواح الطيبة )
24- وعن شريح بن عبيد قال : ذكر أهل الشام عند على بن أبي
طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا : العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : الأبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل
الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم علي الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب
.
وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن)
( أخرجه أحمد (١/١١٢) وفي (مجمع الزوائد ١٠/١٦٦٧).
والزيادة وردت الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/٦٣) وقال
إسناده حسن
هذا الحديث يدل علي ان ذات الصحالحين يتوسل بها وتدفع العذاب
عنم اهل الشام
والاستسقاء بالصالحين.
25- رُوي أن معاوية استسقى بيزيد ابن الأسود فقال : اللهم
إنّا نستسقي بخيرنا وأفضلنا ، اللّهم إنّا نستسقي بيزيد بن الأسود. يا يزيد ارفع يديك
إلى الله تعالى، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم ، فثارت سحابة من المغرب كأنها ترس ،
وهبّ لها ريح ، فسقوا حتى كاد الناس ألا يبلغوا منازلهم
المجموع شرح المهذب للإمام النووي : ٥/٦٨ كتاب الصلاة ، باب
صلاة الاستسقاء، وقال ابن حجر: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح
ورواه أبو القاسم الكلالكائي في السنّة في كرامات الأولياء.
وفيه أيضا التوسل بالصالحين والاستسقاء بهم
26- عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك
بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت
إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد حتى تقضى .
روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي (م٤٦٣هـ) في التاريخ
ج١، ص ١٢٣
العلامة ابن حجر في كتابه الخيرات الحسان، ص٦٩
ذكره الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج ٢ ص ١٩٩
، والكردري في مناقبه ٢ ص ١١٢ ،
وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة ٢ ص ٨٢ ،
وفيه توسل الامام الشافعي ببركه الامام أبي حنيفة وبقعة وجود
جسده لقضاء حاجته .
27- الحافظ ولي الدين العراقي شيخ الحافظ ابن حجر
قال الحافظ ولي الدين العراقي في طرح التثريب (ص/١٦٠)
في شرح حديث : أن موسى قال : رب أدنني من الأرض المقدسة ومية
حجر وان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : " والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى
جانب الطريق عند الكثيب الأحمر" ما نصه : " وفيه استحباب معرفة قبور الصالحين
لزيارتها والقيام بحقها، وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقبر موسى عليه السلام
علامة هي موجودة في قبر مشهور عند الناس الآن بأنه قبره ، والظاهر أن الموضع المذكور
هو الذي أشار إليه النبيّ عليه الصلاة والسلام ، وقد دل على ذلك حكايات ومنامات ، وقال
الحافظ الضياء : حدثني الشيخ سالم التل قال : ما رأيت استجابة الدعاء أسرع منها عند
هذا القبر ، وحدثني الشيخ عبد الله بن يونس المعروف بالأرمني أنه زار هذا القبر وأنه
نام فرأى في منامه قبة عنده وفيها شخص أسمر فسلم عليه وقال له : أنت موسى كليم الله
، أو قال : نبي الله ، فقال : نعم ، فقلت : قل لي شيئا ، فأومأ إلي بأربع أصابع ووصف
طولهن ، فإنتبهت فلم أدر ما قال ، فأخبرت الشيخ ذيالا بذلك فقال : يولد لك أربعة أولاد
، فقلت : أنا تزوجت من امرأة فلم أقربها ، فقال : تكون غير هذه ، فتزوجت أخرى فولدت
لي أربعة أولاد " انتهى
28- ولمّا بلغ الشافعي أنّ أهل المغرب يتوسَّلون بمالك لم
ينكر عليهم
(الخيرات الحسان : لابن حجر )
29- أحمد بن حنبل : ثبت أنّ أحمد توسَّل بالشافعي حتى تعجّب
ابنه عبد الله، فقال له أبوه : إنّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن
(الخيرات الحسان : لابن حجر )
30- أبو أيوب الأنصاري :
قال الإمام الحاكم : يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به
إذا قحطوا .
المستدرك: ٣/٥١٨، وابن الجوزي في صفة الصفوة: ١/٤٠٧
31- قال أبو بكر محمد بن المؤمل: خرجنا مع إمام أهل الحديث
أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي ، مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافدون
الى زيارة علي بن موسى الرضا بطوس . قال : فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك
البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا )
تهذيب التهذيب : ٧/٣٣٩
32- وأخرج الخطيب البغدادي باسناده عن أحمد بن جعفر ابن حمدان
القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال شيخ الحنابلة في عصره يقول: ما
همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب.
تاريخ بغداد: ١/١٢٠
33- توسل وتبرك الإمام الشافعي بقميص الإمام أحمد ابن حنبل
إن الشافعي رضي الله عنه خرج إلى مصر فقال لي يا ربيع خذ
كتابي هذا فامض به وسلمه إلى أبى عبد الله وائتنى بالجواب .
قال الربيع فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت أحمد ابن حنبل
في صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت هذا كتاب أخيك الشافعي
من مصر فقال لي أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ وتغرغرت عيناه فقلت له أيش فيه
أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبي في النوم فقال له اكتب إلى أبى عبد الله
فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فيرفع الله لك
علما إلى يوم القيامة .
قال الربيع : فقلت له البشارة يا أبا عبد الله ، فخلع أحد
قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمته إلى الشافعي رضي
الله عنه فقال أيش الذي أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعي ليس نفجعك به ولكن بُلَّهُ وادفع
إلى الماء لأتبرك به .
السند الأول
السند الأول أخرجه ابن الجوزي وابن عساكر من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن
الحسين سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان سمعت أبا القاسم بن صدقة سمعت على بن عبد العزيز
الطلحي قال لي الربيع إن الشافعي خرج إلى مصر ...... القصة
السند الثاني
السند الثاني روى ابن عساكرحدثنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد
الخواري نا عبد الواحد بن عبد الكريمأبو سعيد القشيري أنا الحاكم أبو جعفر محمد بن
محمد الصفار أنا عبد اللهبن يوسف سمعت محمد بن عبد الله الرازي سمعت جعفر بن محمد المالكي
قالالربيع بن سليمان .
تاريخ دمشق لابن عساكر (٥ـ٣١٢)
السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (٢ ـ٣٥)
السند الثالث
السند الثالث فأخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد أخبرنا
محمد بن ناصر أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال وجدت
في كتاب أبي حدثنا أبو بكرأحمد بن شاذان حدثنا أبو عيسى يحي بن سهل العكبري إجازة قال
البرمكي وكتبتمن مدرجة أبي إسحاق بن شاقلا قالا: حدثنا أبو القاسم حمزة بن الحسنالهاشمي
حدثنا أبو بكر بن عبد الله النيسابوري حدثنا الربيع بن سليمان ....... القصة . [ ص ٦١٠]
ونحو هذه القصة باختصار اوردها الامام ابن كثير
الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية 10/331
فالقصة وردت بطرق واسانيد مختلفه يشد بعضه بعضا.
ووما ورد في احدي الروايات في السند يوجد من لم يترجم لهم
في كتب العلماء والجهالة هنا هي ضعف خفيف وعليه فتعدد الطرق يقوي القصة ، ويرتقي بها
الي الحسن بل الي الصحة
وهنا تعددت الطرق فأين هذا من هذا ..
فهل يحكم علي القصة بالوضع وهي مجبرة بغيرها وتعددت طرقها
وأسانيدها ... فللقصة أصل وليست بموضوعة أو مكذوبة
نعوذ بالله من الافتراء العظيم .
وقد ذكرت في كتب الائمة مع تصحيحها
السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (٢ ـ٣٥)
تاريخ دمشق لابن عساكر (٥ـ٣١٢)
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (٦١٠)
البداية والنهاية ١٠/٣٣١
وتناقلها الكثير من الأئمة والحفاظ والعلماء إلي عصرنا هذا
في كتبهم .
وليعلم أن إذا وجد ضعف في إحدي الأسانيد فالقصة لها أسانيد
مختلفة كما أن ليس معني أن أحد الرواة اتهم أن نحكم علي القصة بالوضع
فالقصة منجبرة بتعدد الطرق والأسانيد المختلفة
ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى النكت :
( صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط بل لأمور
تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد ، وعدم الشذوذ والنكارة )
النكت ١/٤٠٤٥
34- ذ كر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة السراج الإمام
المحدث القدوة : ( سمعته يقول : رأيت النبي في المنام فتبعته حتى دخل فوقف علي قبر
يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من الصحابة وصلى عليه ثم التفت فقال هذا القبر أمان
لأهل هذه المدينة )
الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة السراج الإمام المحدث
القدوة
( ١٦ / ١٦٢ )
35- ( " سألته – أي أحمد بن حنبل - عن الرجل يمس منبر
النبي صلى الله عليه و سلم و يتبرك بمسه و يقبله و يفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا
يريد بذلك التقرب إلى الله جل و عز فقال : لا بأس بذلك "
( كتاب العلل و معرفة الرجال )2/492
36- و في كشاف القناع سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد
قال : " سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك ، و كذلك عن مس القبر"
فقال : " لا بأس بذلك "
كشاف القناع ( 2/ 150 )
37- ذكر ابن ابي يعلى الحنبلي في طبقاته :
وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب
قبره الكثير تبركا به ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة ويقرأون ختمات ويكثرون
الدعاء ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات "اهـ
طبقات الحنابله في ترجمة الشريف أبي جعفر 2/ 240'
37- تحليل حديث توسل سيدنا آدم بالنبي محمد عليهم الصلاة
والسلام
وهذا الحديث قد طعن فيه البعض واختلف علماء الحديث في ما
بين صحته وضعفه وتشدد البعض وحكم بوضعه وهذا الحديث قد صح بكثرة طرقه وتعدد أسانيده.
وقد اختلف علماء الاحادث في الكثير من الأحاديث النبوية
ويظهر جليا أن هذا الحديث لا ينزل عن مرتبه الحسن كما صرح
بذلك العلامة الإمام السبكي رحمه الله
سيدنا آدم عليه
الصلاة والسلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فقد روى سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا
غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني
رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك
لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى
وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)
أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (٥/٤٨٩) والحاكم
(٢/٦١٥) وصححه والطبراني في الأوسط (٦٤٩٨) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه
الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (ج ٨ ص ٢٣٥) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي
في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن.....دفع شبه من شبه وتمرد
ج ١/ص ٧٢
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج الخطيب الشربيني
ج ١/ص ٥١٢
وصححه القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية ( ج ١ ص
٦٢)
والديلمي في مسند الفردوس، ج ٤ ص ٥٩،
وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء، ج ١٠ ص ٢٢٢،
ورواه الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وصححه ص ٤٩
ذكر أكثر المفسرين الحديث في تفسيرهم حتى ذكر ابن تيمية حديثين
في هذا الموضوع وأوردهما مستشهداً بهما (كما سنورد في الشواهد للحديث)
أ . هـ من الفتاوى، ج ٢، ص ١٥٠
وهذا يدل علي أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار
لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين
كما قال العلامة محدث الحرمين والحجاز محمد بن علوي المالكي
رحمه الله
مفاهيم يجب أن تصحح، ص ١٢١ ١٢٤
وقد أشار إليه الإمام مالك رضي الله عنه في القصه الصحيحه
التي لا غبار عليها
قصه الخليف المنصور
مع الإمام مالك رضي الله عنه وهي
( أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي
- ثاني خلفاء بن العباس - يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم
استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك
أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك )
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وأن الإمام مالك يري الخير
في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسلية صلى
الله عليه وسلم .
فالقصة كما نرى تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام
بسيدنا محمد بقول الإمام مالك وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام "
وترجح أخذ الإمام مالك رضي الله عنه بصحة الحديث والإقرار
به
ومن شواهد الحديث والأخبار التي وردت وتعضد بعضها بعضا وتقوي
الحديث
١- ورواه الحاكم أيضا من حديث إبن عباس رضي الله عنهما بزيادة
بلفظ أوحى الله إلى عيسى يا عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا
محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش علي الماء فأضطرب
فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن قال الحاكم في مستدركه هذا صحيح الإسناد
ولم يخرجاه يعني البخاري ومسلم
ج ٢ ص ٦١٥
وصححه الإمام البلقيني ونقله الإمام ابن كثير في البداية
ج ٢ ص ١٨٠
٢- روي ابن تيميه في كتاب الفتاوى
روي أبو الفرج الجوزي بسنده إلى ميسرة قال ( قلت يا رسول
الله متى كنت نبيا؟ قال : لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات,
وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء , وخلق الله الجنة التي
أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وأدم بين الروح والجسد
,فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فري اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك , فلما غرهما
الشيطان ,تابا واستشفعا باسمي إليه )
وأخرجه ابن الجوزي في ألوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران
وذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج ٢ ص ١٥٠ نقلا عن ابن
الجوزي
قوله : تابا واستشفعا باسمي إليه, فيه دليل علي جواز التوسل
به من وجهين :
الأول : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكاه وأقره.
الثاني : إن الدعاء لا يختلف باختلاف الشرائع والأديان .
فإذا جاز نوع منه في عهد آدم مثلا دل علي جوازه في سائر العهود. وهذا الحديث يقوي حديث
توسل آدم الذي صححه الحاكم
٣- لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال : يا رب ، بحق محمد
إلا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد ؟ ومن محمد؟ فقال : يارب إنك لما أتممت خلقي رفعت
رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه أكرم
خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال : نعم ، قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك
، ولولاه ما خلقتك ".
فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة
[1 ه من الفتاوى ج ٢ ص ١٥٠]
٤- ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن على بن حسين
بن على عليهم السلام قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه
السلام فقال : ((يا آدم ! هل أدلك علي باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟ قال : بلى
يا جبريل ، قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله
من المدح ، قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو علي كل شيء قدير
، ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت
السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته
عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال : ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم ! من علّمك هذا ؟ فقال
: يا رب ! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت علي
ساق عرشك مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله
، فلما لم أر علي أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك
عليك ، قال : صدقت ، وقد تبت عليك وغفرت لك . (كذا في الدر المنثور للسيوطي ج ١ ص
١٤٦) .
ومحمد بن على بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين
وساداتهم خرّج له الستة ، روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم
مفاهيم يجب أن تصحح
٤- ما رواه أبو بكر الأجري في كتاب الشريعة قال : حدثنا هارون
بن يوسف التاجر، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبو عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن
أبي الزناد، عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها علي آدم قال: اللهم إني
أسألك بحق محمد عليك قال الله تعالى وما يدريك ما محمد، قال: يا رب رفعت رأسي فرأيت
مكتوباً علي عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك.
كتاب الشريعة ص ٤٢٧
ملحوظة مهمة على سبيل الاستئناس وليست على سبيل الاستدلال
والاستشهاد
ورد في إنجيل برنابا الذي قال أكثر العلماء أن البشارة بسيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم وردت فيه.فلنرى كيف وردت البشاره.
نحن لا نستند إليه بل نقول حتى تفيقوا وها هو الإنجيل الذي
قيل أنه غير محرف في بشارته بخاتم الأنبياء أيضا ينص على التوسل للاستزادة لكم ولا
حاجة لنا بالأخذ منه بعدما قيل ولكن لنزيدكم أنتم
فنرى كيف كانت البشره في إنجيل برنابا.
في إنجيل برنابة الفصل الحادي والأربعون ( ٢٦ - ٣٤ )
" حينئذ قال الله : انصرف أيها اللعين من حضرتي فانصرف
الشيطان ثم قال الله لآدم وحــواء اللذين كأنا ينتحبان : اخرجــا من الجنــة وجـــاهدا
أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما لأني أرسل ابنكما علي كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة
الشيطان عن الجنس البشري لأني سأعطى رسولي الذي سيأتي كل شيء فاحتجب الله وطردهما الملاك
ميخائيل من الفردوس فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : لا إله إلا الله محمد رسول
فبكى عند ذلك وقال : أيها الابن عسى الله أن يريد أن يأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء
"
وقال في الفصل الثاني والأربعون ( ١٢ - ١٧ )
" قالوا : إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا فلماذا
تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا ؟ أجاب يسوع : إن الآيات التي يفعلها
الله علي يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله ولست أحاسب نفسي نظير الذي تقولون عنه لأني
لست أهلا إن أحل رباطات جرموق أو سيور جزاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خُلق قبلي
وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لديه نهاية "
فوائد مهمة من
حديث توسل آدم
وفي الحديث التوسل برسول الله صلى الله عليه ويلم قبل أن
يتشرف العالم بوجوده فيه وأن المدار في صحة التوسل علي أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع
عند ربه عز وجل وأنه لا يشترط كونه حيا في دار الدنيا.
ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته
في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله.
حاصل البحث في درجة الحديث :
والحاصل أن هذا الحديث صححه ونقله جماعة من فحول العلماء
وأئمة الحديث وحفاظه الذين لهم مقامهم المعروف ومكانتهم العالية وهم الأمناء علي السنة
النبوية فمنهم الحاكم والسيوطي والسبكي و البلقيني.
ونقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه ألا يخرج الموضوعات
والذي قال فيه الذهبي: عليك به فإنه كله هدى ونور . [ كذا في شرح المواهب وغيره ] .
وذكره ابن كثير في البداية واستشهد به ابن تيمية في الفتاوى.
وكون العلماء اختلفوا فيه فرده بعضهم وقبله البعض ليس بغريب لأن كثيرا من الأحاديث
النبوية جرى فيها الخلاف بأكثر من هذا وانتقدها النقاد بأعظم من هذا.
وبسبب ذلك ظهرت هذه المؤلفات العظيمة، وفيها الاستدلالات
والتعقبات والمراجعات و المؤخوذات و لم يصل ذلك إلى الرمي بالشرك و الكفر و الضلال
و الخروج عن دائرة الإيمان لاجل الإختلافات في درجة حديث من الأحاديث، و هذا الحديث
من جملة تلك الأحاديث
مفاهيم يجب ان تصحح للعلامة محدث الحرمين والحجاز محمد بن
علوي المالكي ص ٦٨
وقال العلامة الغماري
أن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة توسل آدم عليه
السلام ليس بموضوع، ولا تسمح القواعد الحديثية أن تكون موضوعاً والصواب أن الحديث ضعيف
منجبر بحديث ميسرة الفجر، وهو حديث قوي كما سبق آنفاً، وبأثر الباقر وغيره رضي الله
عنهم، وبذلك يكون حديث توسل آدم حسناً لغيره، فيحتج به بلا نـزاع
الرد المحكم المتين للعلامه الغماري رحمه الله
ولنري من استشهد بهذا الحديث من الائمه الاعلام والمفسرين
الدر المنثور ج١/ص١٤٢ للإمام السيوطي
تفسير السمرقندي ج١/ص٧٢
( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )
سورة البقره ٣٧
فتلقى آدم يعني استقبلته الكلمات من ربه يقال تلقيت فلانا
بمعنى استقبلته ومعنى ذلك كله أن الله تعالى ألهمه بكلمات فاعتذر بتلك الكلمات وتضرع
إليه فتاب الله عليه , وقال مجاهد تلك الكلمات هي قوله تعالى قالا ربنا ظلمنا أنفسنا
الأعراف ٢٣ الآية وقال بعضهم قال بحق محمد أن تقبل توبتي قال الله تعالى له من أين
عرفت محمدا قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمدا رسول الله فعلمت
أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه.
تفسير الثعلبي ج ١/ص ١٨٤
عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله فتلقّى آدم من ربه كلمات قالا
قوله ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين وكذلك قاله الحسن
ومجاهد , وقال بعضهم نظر آدم ج الى العرش فرأى علي ساقه مكتوباً لا إله إلا الله محمد
رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال يا ربّ أسألك بحقّ محمد أنْ تغفر لي فغفر
له.
المعجم الأوسط ج ٦/ص ٣١٣
حدثنا محمد بن داود ثنا أحمد بن سعيد الفهري ثنا عبد الله
بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذنب آدم ٢١٠٤ ب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش
فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى الله إليه وما محمد ومن محمد فقال تبارك اسمك
لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت
أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم إنه آخر
النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو يا آدم ما خلقتك.
تاريخ مدينة دمشق ج ٧/ص ٣٨٦
قال ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني
حدثني أبي قال أخبرني رجل من أهل الكوفة من عباد الناس من الأنصار قال حدثني عبد الرحمن
بن عبد ربه المازني من أهل البصرة عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود
قال لما أصاب آدم الذنب نودي أن أخرج من جواري فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته
فجعل ينادي العفو العفو فإذا شجرة قد أخذت برأ سه فظن أنها أمرت به فنادى بحق محمد
ألا عفوت عني فخلي عنه ثم قيل له أتعرف محمدا قال نعم قيل وكيف قال لما نفخت في يا
رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمت
أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه
الفردوس بمأثور الخطاب ج ٣/ص ١٥١
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم
بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث
آدم بالهند مائة سنة باكيا علي خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل عليه السلام قال يا
آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي
قال نعم قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال
فعليك بهذه الكلمات التي أعلمكهن فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قال وما هن قال قل
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر
لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت
عملت سوءا وظلمت نفسي تب على إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم
مغني المحتاج ج ١/ص ٥١٢
ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا
ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت
في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله
فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب
الخلق إلى إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد
.
دفع شبه من شبه وتمرد ج ١/ص ٧٢
وهذا آدم عليه السلام توسل به كما هو مشهور ورواه غير واحد
من الأئمة منهم الحاكم في مستدركه علي الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب بحق محمد لما غفرت لي فقال
الله يا آدم وكيف عرفت محمد ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من
روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت
أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذا سألتني
بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد لما خلقتك قال الحاكم صحيح الإسناد ورواه الطبراني وزاد
وهو آخر الأنبياء من ذريتك ورواه الحاكم أيضا من حديث إبن عباس رضي الله عنهما بزيادة
بلفظ أوحى الله إلى عيسى يا عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا
محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش علي الماء فأضطرب
فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن قال الحاكم في مستدركه هذا صحيح الإسناد
ولم يخرجاه يعني البخاري ومسلم فهذا الإمام الحافظ قد كفانا المؤنة وصحح الحديث وقد
رواه غير واحد من الحفاظ وأئمة الحديث بألفاظ منهم أبو محمد مكي وأبو الليث السمرقندي
وغيرهما أن آدم عليه السلام عند اقترافه قال اللهم بحق محمد عليك إغفر لي خطيئتي ويروي
نفيل فقال الله من أين عرفت محمدا قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا
الله محمد رسول الله ويروي محمد عبدي ورسولي فعلمت أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه
وغفر له وفي رواية الحافظ الأجري فقال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه
مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه
مع اسمك فأوحى الله إليه وعزتي وجلالي أنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك
.
السيرة الحلبية ج ١/ص ٣٥٤
وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم
إلا غفرت لي قال وكيف عرفت محمدا وفي لفظ كما في الوفاء وما محمد ومن محمد قال لأنك
لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا
الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال صدقت يا آدم
ولولا محمد لما خلقتك أي وفي لفظ كما في الشفاء قال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك
فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن
جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله تعالى إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه
ما خلقتك .
الخصائص الكبرى ج ١/ص ١٢
اخرج الحاكم والبيهقي والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن
عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف
آدم الخطيئة قال يا رب بحق محمد لما غفرت لي قال وكيف عرفت محمدا قال لأنك لما خلقتني
بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد
رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال صدقت يا آدم ولولا محمد
ما خلقتك.
البداية والنهاية ج ١/ص ٨١
وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد أن غفرت لي فقال الله فكيف عرفت محمدا
ولم أخلقه بعد فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي
قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا
أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت
لك ولولا محمد ما خلقتك قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه
وهو ضعيف والله أعلم.
سلاح المؤمن في الدعاء ج ١/ص ١٣٠
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا
آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت
رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف
إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى أما إذ
سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما غفرت لك وما خلقتك رواه الحاكم في المستدرك
وقال صحيح الإسناد.
سيرة النبي المختار ج ١/ص ٩٦
وذكر جماعة من علماء التفسير في قوله تعالى فتلقىءادم من
ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة ٢ ٣٧ أن آدم توسل بمحمد عليهما
الصلاة والسلام إلى ربه في غفران ذنبه فغفر له .
فتوح الشام ج١/ص١٨٠
فرفع العباس رضي الله عنه عند يديه وعلي رضي الله عنه كذلك
وقالا اللهم انا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت
دعوته وغفرت خطيئته الا سهلت على عبدالله طريقه وطويت له البعيد وأيدت أصحاب نبيك بالنصر
انك سميع الدعاء .
المدهش ج١/ص١٤١
لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم
توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه
ونختم بتوسل وتبرك
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بخرقة من قميص خير الخلق أجمعين وسيد العالمين محمد
ابن عبد الله عليه الصلاه والسلام
48- روى الحافظ الزبيدي في شرح الإحياء عن الشعبي قال : {
حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا
ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه, فإني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولا أدري ما حالي عنده, ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالت:
ضعوا هذه علي صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر }.
الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ( 10/ 333
وهذا توسل السيدة عائشة رضي الله عنها ببركة خرقه من قميص
النبي صلى الله عليه وسلم لتنجو من عذاب القبر وهي أم المؤمنين .فكما بالك بمثلنا وحادته
للتوسل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم!!
فهل يقال إن الخرقة تدعو أو تشفع ؟
وقد ثبت مما أوردنا علي سبيل المثال لا الحصر التوسل في حياة
النبي و قد ثبت إجماع الصحابة على التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم وبذوات الصالحين
في الحياة وبعد الانتقال فمن أنكر التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته
صلى الله عليه وسلم أو بذوات الصالحين فقد خرق الإجماع والقول الخارق للإجماع باطل
باتفاق العلم ومخالف لوصية نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام
" إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً ، وإن
يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار "
رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في
الحلية (٣/٣٧)وابن مندة ، من طريق الضياء عن ابن عمر
أدلة التوسل بالأحياء
والأموات
من الكتاب والسنة
وأقوال العلماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق