الحِكَمُ العَطَائِيَّةُ
هي مجموعة
من الحكم عددها 264 حكمة،
كتبها العارف بالله تعالى سيدى الشيخ الإمام ابن
عطاء الله السكندري
وهو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن
بن عيسي بن عطاء الله السكندري،
وهو أحد
تلامذة ( مريدين ) الشيخ أبو العباس المرسى . رضى الله عنهم أجمعين .
شرح الحكم العطائية عدد من العلماء، منهم:
الشيخ ابن
عجيبة، في كتابه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم".
الشيخ
الخطيب الشربيني، في كتابه "سواطع الحكم".
الشيخ أحمد
زروق، في كتابه "قرة العين في شرح حكم العارف بالله ابن عطاء الله
السكندري".
الشيخ ابن
عباد النفزي، في كتابه "غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية".
الشيخ عبد
المجيد الشرنوبي الأزهرى.
الشيخ سعيد
حوى، في كتابه "مذكرات في منازل الصدّيقين والربّانيين".
الدكتور
محمد سعيد رمضان البوطي، في كتابه "الحكم العطائية، شرح وتحليل"، ويقع
في خمسة مجلدات.
الدكتور
علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق.
الشيخ ماء
العينين
الدكتور
محمد صحري مراحل السلوك الصوفي من خلال الحكم العطائية
قال العارف بالله تعالى سيدى الشيخ الإمام ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه :
حكمة رقم (1)
من علامة الاعتمادِ على العَمَلِ نُقْصانُ الرَّجاءِ عند وجودِ الزَّللِ .
حكمة رقم (
2 ) إرادتُكَ التجريدَ مع إقامةِ الله إِيَّاكَ في الأسباب من الشَّهوة الخفيةِ
وإرادتُكَ الأسبابَ مع إقامةِ الله إِيَّاكَ في التجريد انحطاطٌ عن الهِمَّةِ
العَلَيَّةِ .
حكمة رقم (
3 ) سَوابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدَارِ .
حكمة رقم (
4 ) أرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبِيرِ فما قامَ بهِ غيرُكَ عنْكَ لا تَقُم بهِ
لنفسِكَ .
حكمة رقم (
5 ) اجتهادُكَ فيما ضَمِنَ لكَ وتقصيرُكَ فيما طَلَبَ منكَ دليلٌ على انْطماسِ
البصيرةِ منْكَ .
حكمة رقم (
6 ) لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاح في الدّعَاءِ موجبَاً ليأسِك
فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ في الوقْتِ
الذي يريدُ لا في الوقْت الذي تُريدُ .
حكمة رقم (
7 ) لا يشككنك في الوعد عدم وقوعِ الموعود . وإن تَعَيَّن زمنُه لئلا يكونَ ذلك
قَدْحاً في بصيرتِكَ وإخماداً لنور سريرتك .
حكمة رقم (
8 ) إذا فتحَ لكَ وِجْهةً من التَّعرُّفِ فلا تبالِ معها أن قلَّ عملُكَ فإنه ما
فَتَحَها لك إلا وهو يريد أن يتعرَّفَ إليكَ . ألم تعلم أن التَّعَرُّفَ هو
مُورِدُهُ عليك والأعمال أنت مهديها إليه وأين ما تُهديه إليه مما هو مُورِدُهُ
عليكَ .
حكمة رقم (
9 ) تَنوَّعتْ أجناسُ الأعمالِ لتنوُّعِ وارداتِ الأحوالِ .
حكمة رقم (
10 ) الأعمالُ صُوَرٌ قائمةٌ وأرواحُها وجودُ سِرِّ الإخلاص فِيهَا .
حكمة رقم (
11 ) ادْفِنْ وجودَك في أرضِ الخمولِ فما نَبَتَ مما لم يُدْفَنْ لا يَتِمُّ
نَتَاجُه .
حكمة رقم (
12 ) ما نَفَعَ القلبَ مثلُ عُزْلَةٍ يدخلُ بها مَيْدَانَ فكرة .
حكمة رقم (
13 ) كيف يُشرقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأكوانِ مُنْطَبِعَةٌ في مرآته ؟
أمْ كيف
يرحلُ إلى الله وهو مكَبَّلٌ بشَهواته ؟
أم كيف
يطمع أن يدخل حضرةَ الله وهو لم يتطهَّر من جَنَابَةِ غَفَلاتِهِ ؟
أم كيف
يرجو أن يفهم دقائقَ الأسرارِ وهو لم يَتُبْ من هَفَواتِهِ ؟
حكمة رقم (
14 ) الكونُ كلُّه ظُلْمةٌ وإنَّما أنارَهُ ظهورُ الحقِّ فيه فمن رأى الكونَ ولم
يشهدُهُ فيه أو عنده أو قَبْلَه أو بَعْدَه فقد أَعْوَزَهُ وجودُ الأنوارِ
وحُجبَتْ عنه شموسُ المعارفِ بسُحُبِ الآثار .
حكمة رقم (
15 ) مما يَدُلُّك على وُجُودِ قَهْرِه سبحانه أن حَجَبَك عنه بما ليس بموجودٍ معه
.
حكمة رقم (16)
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي أظهر كل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر بكل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر في كل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الذي ظهر لكل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الظاهرُ قبل وجود كل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أظْهَرُ من كل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ وهو أقرب إليك من كل شيء ؟
كَيْفَ
يُتَصَوَّرُ أن يَحْجِبَهُ شيءٌ ولولاه ما كان وجودُ كل شيء ؟
يا عجباً
كيف يَظْهَرُ الوجودُ في العَدَم ؟
أم كيف
يثبت الحادثُ مع مَنْ له وصْفُ القِدَم ؟
حكمة رقم ( 17 ) ما تَرَكَ من الجهل شيئاً مَنْ أراد أن
يَحْدُثَ في الوقت غيرُ ما أظْهَرَهُ اللهُ فيه .
حكمة رقم (
18 ) إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس .
حكمة رقم (
19 ) لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير
إخراج .
حكمة رقم (
20 ) ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة : الذي
تطلب أمامك ولا تبرجت له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها : { إِنَّمَا نَحْنُ
فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } ( 102 ) البقرة .
حكمة رقم (
21 ) طلبك منه اتهام له وطلبك له غيبة منك عنه وطلبك لغيره لقلة حيائك منه وطلبك
من غيره لوجود بعدك عنه .
حكمة رقم (
22 ) ما من نَفَسٍ تبديه إلا وله قدر فيك يمضيه .
حكمة رقم (
23 ) لا تترقب فراغ الأغيار فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه .
حكمة رقم (
24 ) لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق
وصفها وواجب نعتها .
حكمة رقم (
25 ) ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك .
حكمة رقم (
26 ) من علامات النجح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات .
حكمة رقم (
27 ) من أشرقت بدايته أشرقت نهايته .
حكمة رقم (
28 ) ما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر .
حكمة رقم (
29 ) شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه المستدل به عرف الحق لأهله وأثبت الأمر
من وجود أصله والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه . وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه
؟ ومتى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟
حكمة رقم (
30 ) { لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ
سَعَتِهِ } الواصلون إليه { وَمَنْ قُدِرَ
عَلَيْهِ } السائرون إليه .
حكمة رقم (
31 ) اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه والواصلون لهم أنوار المواجهة . فالأولون
للأنوار وهؤلاء الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه { قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ
فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } ( 91 ) الأنعام .
حكمة رقم (
32 ) تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب .
حكمة رقم (
33 ) الحق ليس بمحجوب وإنما المحجوب أنت عن النظر إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه
ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر وكل حاصر لشيء فهو له قاهر . { وَهُوَ الْقَاهرُ
فَوْقَ عِبَادِهِ } ( 18 ) الأنعام
حكمة رقم (
34 ) أخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناف لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيباً ومن حضرته
قريباً .
حكمة رقم (
35 ) أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا
منك عنها . ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالماً يرضى عن
نفسه فأي علم لعالمٍ يرضى عن نفسه ؟ وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه ؟
حكمة رقم (
36 ) شعاع البصيرة يشهدك قربه منك وعين البصيرة يشهدك عدمك لوجوده وحق البصيرة
يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك .
حكمة رقم (
37 ) كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان .
حكمة رقم (
38 ) لا تتعد نية همتك إلى غيره فالكريم لا تتخطاه الآمال .
حكمة رقم (
39 ) لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعاً ؟
من لا
يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه فكيف يستطيع أن يكون لها عن غير رافعاً ؟
حكمة رقم (
40 ) إن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه حسن ظنك به لأجل معاملته معك فهل عودك إلا
حُسناً ؟ وهل أسدى إليك إلا منناً ؟
حكمة رقم (
41 ) العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك عنه ويطلب ما لا بقاء له معه {
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
الصُّدُورِ } ( 46 ) الحج
حكمة رقم (
42 ) لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحى يسير والذي ارتحل إليه هو الذي
ارتحل منه ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى
} ( 42 ) النجم وانظر إلى قوله صلى الله عليه و سلم : " فمن كانت هجرته إلى
الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أوامرأة
يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " . فافهم قوله عليه الصلاة و السلام وتأمل
هذا الأمر أن كنت ذا فهم . والسلام
حكمة رقم (
43 ) لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله .
حكمة رقم (
44 ) ربما كنت مسيئاً فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالاً منك
فإن صحبتك
أي انضمامك إلى من هو أسوأ حالاً منك سبب لتغطية عيوب نفسك ورؤية كمالها بالنسبة
لغيرك فتقع في مهاوي الإعجاب والزهو بالأعمال التي ربما كانت في الحقيقة كسراب .
حكمة رقم (
45 ) ما قل عمل برز من قلب زاهد ولا كثر عمل برز من قلب راغب .
حكمة رقم (
46 ) حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال وحسن الأحوال من التحقق في مقامات الإنزال .
حكمة رقم (
47 ) لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك
في وجود ذكره فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع
وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى
المذكور { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } ( 20 ) إبراهيم
حكمة رقم (
48 ) من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما
فعلته من وجود الزلات .
حكمة رقم (
49 ) لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى فإن من عرف ربه استصغر
في جنب كرمه ذنبه .
حكمة رقم (
50 ) لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله .
حكمة رقم (
51 ) لا عمل أرجى للقبول من عمل يغيب عنك شهوده ويحتقر عندك وجوده .
حكمة رقم (
52 ) إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه وراداً .
حكمة رقم (
53 ) أورد عليك الوارد ليستلمك من يد الأغيار ويحررك من رق الآثار .
حكمة رقم (
54 ) أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك .
حكمة رقم (
55 ) الأنوار مطايا القلوب والأسرار .
حكمة رقم (
56 ) النور جند القلب كما أن الظلمة جند النفس . فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده
بجنود الأنوار وقطع عنه مدد الظلم والأغيار .
حكمة رقم (
57 ) النور له الكشف والبصيرة لها الحكم والقلب له الإقبال والإدبار .
حكمة رقم (
58 ) لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك وافرح بها لأنها برزت من الله إليك . { قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ } ( 58 ) يونس
حكمة رقم (
59 ) قطع السائرين له والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشهود أحوالهم أما السائرون
فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع الله فيها . وأما الواصلون فلأنه غيبهم بشهوده عنها .
حكمة رقم (
60 ) ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر الطمع .
حكمة رقم (
61 ) ما قادك شيء مثل الوهم .
حكمة رقم (
62 ) أنت حر مما أنت عنه آيس وعبد لما له طامع .
حكمة رقم (
63 ) من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان .
حكمة رقم (
64 ) من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيد بعقالها .
حكمة رقم (
65 ) خف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجاً لك {
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف
حكمة رقم (
66 ) من جهل المريد أن يسيء الأدب فتؤخر العقوبة عنه فيقول : لو كان هذا سوء أدب
لقطع الإمداد وأوجب الإبعاد . فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر ولو لو يكن إلا
منع المزيد . وقد يقام مقام البعد وهو لا يدري . ولو لم يكن إلا أن يخليك وما تريد
.
حكمة رقم (
67 ) إذا رأيت عبداً أقامه الله تعالى بوجود الأوراد وأدامه عليها مع طول الإمداد
فلا تستحقرن ما منحه مولاك لأنك لم تر عليه سيما العارفين ولا بهجة المحبين .
فلولا وارد ما كان ورد
حكمة رقم (
68 ) قوم أقامهم الحق لخدمته وقوم اختصهم بمحبته { كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاء
وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } ( 20
) الإسراء
حكمة رقم (
69 ) قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة لئلا يدعيها العُبَّاد بوجود الاستعداد .
حكمة رقم (
70 ) من رأيته مجيباً عن كل ما سئل ومعبراً عن كل ما شهد وذاكراً كل ما علم فاستدل
بذلك على وجود جهله .
حكمة رقم (
71 ) إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين لأن هذه الدار لا تسع ما
يريد أن يعطيهم ولأنه أجل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها .
حكمة رقم (
72 ) من وجد ثمرة عمله عاجلاً فهو دليل على وجود القبول آجلاً .
حكمة رقم (
73 ) إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر فيما ذا يقيمك .
حكمة رقم (
74 ) متى رزقك الله الطاعة والغنى به عنها فاعلم أن قد أسبغ عليك نعمة ظاهرة
وباطنة .
حكمة رقم (
75 ) خير ما تطلبه منه ما هو طالبه منك .
حكمة رقم (
76 ) الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات الاغترار .
حكمة رقم (
77 ) ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته بل العارف من لا إشارة
له لفنائه في وجوده وانطوائه في شهوده .
حكمة رقم (
78 ) الرجاء ما قارنه عمل وإلا فهو أمنية .
حكمة رقم (
79 ) مطلب العارفين من الله الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية .
حكمة رقم (
80 ) بسطك كي لا يبقيك مع القبض وقبضك كي لا يتركك مع البسط وأخرجك عنهما كي لا
تكون لشيء دونه .
حكمة رقم (
81 ) العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا
قليل .
حكمة رقم (
82 ) البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح والقبض لا حظ للنفس فيه .
حكمة رقم (
83 ) ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك .
حكمة رقم (
84 ) متى فتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع عين العطاء .
حكمة رقم (
85 ) الأكوان ظاهرها غِرَّةٌ وباطنها عبرة فالنفس تنظر إلى ظاهر غرتها والقلب ينظر
إلى باطن عبرتها
حكمة رقم (
86 ) إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى .
حكمة رقم (
87 ) الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك .
حكمة رقم (
88 ) العطاء من الخلق حرمان والمنع من الله إحسان .
حكمة رقم (
89 ) جل ربنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة .
حكمة رقم (
90 ) كفى من جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أهلاً .
حكمة رقم (
91 ) كفى العاملين جزاءً ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته وما هو مورده عليهم من
وجود مؤانسته .
حكمة رقم (
92 ) من عبده لشيء يرجوه منه أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه فما قام بحق أوصافه
.
حكمة رقم (
93 ) متى أعطاك أشهدك بره ومتى منعك أشهدك قهره فهو في كل ذلك متعرف عليك ومقبل
بوجود لطفه عليك .
حكمة رقم (
94 ) إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه .
حكمة رقم (
95 ) ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالذنب فكان
سبباً في الوصول.
حكمة رقم (
96 ) معصية أورثت ذلاً وافتقاراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً .
حكمة رقم (
97 ) نعمتان ما خرج موجود عنهما ولا بد لكل مكوَّن منهما : نعمة الإيجاد ونعمة
الإمداد .
حكمة رقم (
98 ) أنعم عليك أولاً بالإيجاد وثانياً بتوالي الإمداد .
حكمة رقم (
99 ) فاقتك لك ذاتية وورود الأسباب مذكرات لك بما خفي عليك منها والفاقة الذاتية
لا ترفعهاالعوارض
حكمة رقم (
100 ) خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجودَ فاقتك وتُرد فيه إلى وجود ذِلتك .
حكمة رقم (
101 ) متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به .
حكمة رقم (
102 ) متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك .
حكمة رقم (
103 ) العارف لا يزول اضطراره ولا يكون مع غير الله قراره .
حكمة رقم (
104 ) أنار الظواهر بأنوار آثاره وأنار السرائر بأنوار أوصافه لأجل ذلك أفلت أنوار
الظواهر ولم تأفل أنوار القلوب والسرائر ولذلك قيل : إن شمس النهار تغرب باللي ل
وشمس القلوب ليست تغيب .
حكمة رقم (
105 ) ليخفف ألم البلاء عنك علمك بأنه سبحانه هو المبلي لك فالذي واجهتك منه
الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار .
حكمة رقم ( 106 ) من ظن انفكاك لطفه عن قدره
فذلك لقصور نظره .
حكمة رقم (
107 ) لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك .
حكمة رقم (
108 ) سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية .
وظهر بعظمة
الربوبية في إظهار العبودية .
حكمة رقم (
109 ) لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك .
حكمة رقم ( 110 ) متى جعلك في الظاهر ممتثلاً
لأمره ورزقك في الباطن الاستسلام لقهره فقد أعظم المنة عليك .
حكمة رقم (
111 ) ليس كل من ثبت تخصيصه كمل تخليصه .
حكمة رقم (
112 ) لا يستحقر الورد إلا جهول . الوارد يوجد في الدار الآخرة والورد ينطوي
بانطواء هذه الدار وأولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده . الورد هو طالبه منك
والوارد أنت تطلبه منه وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟
حكمة رقم ( 113 ) ورود الإمداد بحسب الاستعداد
وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار .
حكمة رقم (
114 ) الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل والعاقل ينظر ماذا يفعل الله به .
حكمة رقم (
115 ) إنما يستوحش العباد والزهاد من كل شيء لغيبتهم عن الله في كل شيء فلو شهدوه
في كل شيء لم يستوحشوا من شيء .
حكمة رقم ( 116 ) أمرك في هذا الدار بالنظر في
مكوناته وسيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته .
حكمة رقم (
117 ) علم منك أنك لا تصبر عنه فأشهدك ما برز منه .
حكمة رقم (
118 ) لما علم الحق منك وجود الملل لون لك الطاعات وعلم ما فيك من وجود الشره
فحجرها عليك في بعض الأوقات ليكون همك إقامة الصلاة لا وجود الصلاة فما كل مصل
مقيم .
حكمة رقم (
119 ) الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب واستفتاح لباب الغيوب .
حكمة رقم (
120 ) الصلاة محل المناجاة ومعدن المصافاة تتسع فيها ميادين الأسرار وتشرق فيها
شوارق الأنوار . علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها وعلم احتياجك إلى فضله فكثر
أمدادها .
حكمة رقم (
121 ) متى طلبت عوضاً على عمل طولبت بوجود الصدق فيه ويكفي المريب وجدان السلامة .
حكمة رقم ( 122 ) لا تطلب عوضاً على عمل لست له فاعلاً
يكفي من الجزاء لك على العمل أن كان له قابلاً .
حكمة رقم (
123 ) إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق ونسب إليك .
حكمة رقم (
124 ) لا نهاية لمذامك أن أرجعك إليك ولا تفرغ مدائحك أن أظهر جوده عليك .
حكمة رقم (
125 ) كن بأوصاف ربوبيته متعلقاً وبأوصاف عبوديتك متحققاً .
حكمة رقم (
126 ) منعك أن تدعي ما ليس لك مما للمخلوقين أفيبيح لك أن تدعي وصفه وهو رب
العالمين ؟
حكمة رقم (
127 ) كيف تخرق لك العوائد ؟ وأنت لم تخرق من نفسك العوائد .
حكمة رقم (
128 ) ما الشأن وجود الطلب إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب .
حكمة رقم (
129 ) ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار .
حكمة رقم (
130 ) لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك ومحو دعاويك لم تصل إليه أبداً .
ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ونعتك بنعته فوصلك إليه بما منه إليك
لا بما منك إليه .
حكمة رقم (
131 ) لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلاً للقبول .
حكمة رقم (
132 ) أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته .
حكمة رقم (
133 ) الستر على قسمين : ستر عن المعصية وستر فيها . فالعامة يطلبون من الله تعالى
الستر فيها خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق والخاصة يطلبون من الله الستر عنها خشية
سقوطهم من نظر الملك الحق.
حكمة رقم (
134 ) من أكرمك فإنما أكرم فيك جميل ستره فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك
وشكرك .
حكمة رقم (
135 ) ما صحبك إلا من صحبك وهو بعيبك عليم وليس ذلك إلا مولاك الكريم . خير من
تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه .
حكمة رقم (
136 ) لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها ولرأيت
محاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفناء عليها .
حكمة رقم (
137 ) ما حجبك عن الله وجود موجود معه ولكن حجبك عنه توهم موجود معه .
حكمة رقم (
138 ) لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليهم وجود إبصار . لو ظهرت صفاته اضمحلت
مكوناته .
حكمة رقم (
139 ) أظهر كل شيء لأنه الباطن وطوى وجود كل شيء لأنه الظاهر .
حكمة رقم ( 140 ) أباح لك أن تنظر ما في
المكونات وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات { قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي
السَّمَاوَاتِ } ( 101 ) يونس . فتح لك باب الأفهام ولم يقل انظروا السماوات لئلا
يدلك على وجود الأجرام
حكمة رقم (
141 ) الأكوان ثابتة بإثباته وممحوة بأحدية ذاته .
حكمة رقم (
142 ) الناس يمدحونك لما يظنونه فيك فكن أنت ذاماً لنفسك لما تعلمه منها .
حكمة رقم (
143 ) المؤمن إذا مُدح استحيا من الله أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه .
حكمة رقم ( 144 ) أجهل الناس من ترك يقين ما
عنده لظن ما عند الناس .
حكمة رقم (
145 ) إذا أطلق الثناء عليك ولست بأهله فأثن عليه بما هو أهله .
حكمة رقم (
146 ) الزهاد إذا مُدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق .والعارفون إذا مُدحوا
انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق .
حكمة رقم (
147 ) متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء وإذا منعت قبضك المنع فاستدل بذلك على ثبوت
طفوليتك وعدم صدقك في عبوديتك .
حكمة رقم (
148 ) إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبباً ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك فقد يكون ذلك
آخر ذنب قدر عليك .
حكمة رقم (
149 ) إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك وإذا أردت أن يفتح لك باب
الخوف فاشهد ما منك إليه .
حكمة رقم (
150 ) ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط { لا تدرون . . .
. }.
حكمة رقم (
151 ) مطالع الأنوار القلوب و الأسرار
حكمة رقم (
152 ) نور مستودع في القلوب مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب .
حكمة رقم (
153 ) نور يكشف لك به عن آثاره . ونور يكشف لك به عن أوصافه .
حكمة رقم (
154 ) ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار .
حكمة رقم (
155 ) ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر إجلالاً لها أن تبتذل بوجود الإظهار وأن
ينادى عليها بلسان الاشتهار .
حكمة رقم (
156 ) سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ولم يوصل إليهم
إلا من أراد أن يوصله إليه .
حكمة رقم (
157 ) ربما أطلعك على غيب ملكوته وحجب عنك الاستشراف على أسرار العباد .
حكمة رقم (
158 ) من اطلع على أسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية كان اطلاعه فتنة عليه
وسبباً لجر الوبال إليه .وفي الحديث المسلسل بالأولية : " الراحمون يرحمهم
الرحمن تبارك وتعالى . ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " .
حكمة رقم (
159 ) حظ النفس في المعصية ظاهر جلي وحظها في الطاعة باطن خفي ومداواة ما يخفي صعب
علاجه .
حكمة رقم (
160 ) ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك .
حكمة رقم (
161 ) استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك .
حكمة رقم (
162 ) غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك .
حكمة رقم (
163 ) من عرف الحق شهده في كل شيء ومن فني به غاب عن كل شيء . ومن أحبه لم يؤثر
عليه شيء .
حكمة رقم (
164 ) إنما حجب الحق عنك شدة قربه منك .
حكمة رقم (
165 ) إنما احتجب لشدة ظهوره وخفي عن الأبصار لعظم نوره .
حكمة رقم (
166 ) لا يكن طلبك تسبباً إلى العطاء منه فيقل فهمك عنه . وليكن طلبك لإظهار
العبودية وقياماً بحقوق الربوبية .
حكمة رقم (
167 ) كيف يكون طلبك اللاحق سبباً في عطائه السابق ؟
حكمة رقم (
168 ) جل حكم الأزل أن ينضاف إلى العلل .
حكمة رقم (
169 ) عنايته فيك لا لشيء منك وأين كنت حين واجهتك عنايته وقابلتك رعايته ؟ لم يكن
في أزله إخلاص أعمال ولا وجود أحوال . بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال وعظيم
النوال .
حكمة رقم (
170 ) علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية فقال : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ
مَنْ يَشَاءُ } ( 105 ) البقرة وعلم أن لو خلاهم وذلك لتركوا العمل اعتماداً على
الأزل فقال:{ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ} ( 56 ) الأعراف.
حكمة رقم (
171 ) إلى المشيئة تستند كل شيء ولا تستند هي إلى شيء .
حكمة رقم (
172 ) ربما دلهم الأدب على ترك الطلب اعتماداً على قسمته واشتغالاً بذكره عن
مسألته .
حكمة رقم (
173 ) إنما يُذّكر من يجوز عليه الإغفال وإنما يُنَبّه من يمكن منه الإهمال .
حكمة رقم (
174 ) ورود الفاقات أعياد المريدين .
حكمة رقم (
175 ) ربما وجدت من المزيد في الفاقات ما لا تجده في الصوم والصلاة .
حكمة رقم (
176 ) الفاقات بسط المواهب .
حكمة رقم (
177 ) إن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر والحاجة لديك { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ } ( 60 ) التوبة .
حكمة رقم (
178 ) تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه . تحقق بذلك يمدك بعزه . تحقق بعجزك يمدك بقدرته
. تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته .
حكمة رقم (
179 ) ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة .
حكمة رقم (
180 ) من علامة إقامة الحق لك في الشيء إقامته إياك فيه مع حصول النتائج .
حكمة رقم (
181 ) من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة ومن عبر من بساط إحسان الله إليه لم
يصمت إذا أساء
حكمة رقم (
182 ) تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيث صار التنوير وصل التعبير .
حكمة رقم (
183 ) كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز .
حكمة رقم (
184 ) من أُذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته .
حكمة رقم (
185 ) ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار .
حكمة رقم (
186 ) عباراتهم إما لفيضان وجد أو لقصد هداية مريد فالأول حال السالكين والثاني
حال أرباب المكنة والمحققين .
حكمة رقم (
187 ) العبارات قوت لعائلة المستمعين وليس لك إلا ما أنت له آكل .
حكمة رقم (
188 ) ربما عبر عن المقام من استشرف عليه وربما عبر عنه من وصل إليه . وذلك ملتبس
إلا على صاحب بصيرة .
حكمة رقم (
189 ) لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته فإن ذلك يقل عملها في قلبه ويمنعه وجود
الصدق مع ربه
حكمة رقم ( 190 ) لا تمدن يدك إلى الأخذ من
الخلائق إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك فإذا كنت كذلك فخذ ما وافقك العلم.
حكمة رقم (
191 ) ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه لاكتفائه بمشيئته فكيف لا
يستحيي أن يرفعها إلى خليقته ؟
حكمة رقم (
192 ) إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس فاتبعه فإنه لا يثقل عليها
إلا ما كان حقاً .
حكمة رقم (
193 ) من علامة اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام
بالواجبات .
حكمة رقم (
194 ) قيد الطاعات بأعيان الأوقات كي لا يمنعك عنها وجود التسويف ووسع عليك الوقت
كي تبقى لك حصة الاختيار .
حكمة رقم (
195 ) علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجود طاعته فساقهم إليه بسلاسل
الإيجاب " عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل " .
حكمة رقم (
196 ) أوجب عليك وجود خدمته و ما أوجب عليك إلا دخول جنته .
حكمة رقم (
197 ) من استغرب أن ينقذه اللَّه من شهوته و أن يخرجه من وجود غفلته فقد استعجز
القدرة الإلهية { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } 45 الكهف .
حكمة رقم (
198 ) ربما وردت الظُلم عليك ليعرفك قدر ما مَنَّ به عليك .
حكمة رقم (
199 ) مَن لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها .
حكمة رقم (
200 ) لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك .
حكمة رقم (
201 ) تمكن حلاوة الهوى من القلب هو الداء العضال .
حكمة رقم (
202 ) لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .
حكمة رقم (
203 ) كما لا يحب العمل المشترك كذلك لا يحب القلب المشترك . العمل المشترك لا
يقبله والقلب المشترك لا يقبل عليه .
حكمة رقم (
204 ) أنوار أذن لها في الوصول و أنوار أذن لها في الدخول .
حكمة رقم (
205 ) ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشواً بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت
.
حكمة رقم (
206 ) فرغ قلبك من الأغيار يملأه بالمعارف و الأسرار .
حكمة رقم (
207 ) لا تستبطئ منه النوال و لكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال .
حكمة رقم (
208 ) حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها و حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها إذ ما من وقت
يرد إلا و لله فيه حق جديد وأمر أكيد فكيف تقضي فيه حق غيره ؟ و أنت لم تقض حق
الله فيه .
حكمة رقم (
209 ) ما فات من عمرك لا عوض له و ما حصل لك منه لا قيمة له .
حكمة رقم (
210 ) ما أحببت شيئاً إلا كنت له عبداً و هو لا يحب أن تكون لغيره عبداً .
حكمة رقم (
211 ) لا تنفعه طاعتك و لا تضره معصيتك و إنما أمرك بهذه و نهاك عن هذه لما يعود
عليك .
حكمة رقم (
212 ) لا يزيد في عزه إقبال من أقبل عليه و لا ينقص من عزه إدبار من أدبر عنه .
حكمة رقم (
213 ) وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به و إلا فجل ربنا أن يتصل به شيء أو يتصل
هو بشيء .
حكمة رقم (
214 ) قربك منه أن تكون شاهداً لقربه و إلا فمن أين أنت و وجود قربه .
حكمة رقم (
215 ) الحقائق ترد في حال التجلي مجملة و بعد الوعي يكون البيان { فَإِذَا
قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ... ثُمَّ أن عَلَيْنَا بَيَانَهُ } 19 القيامة
حكمة رقم (
216 ) متى وردت الواردات الإلهية إليك هدمت العوائد عليك { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا
دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا } ( 34 ) النمل .
حكمة رقم (
217 ) الوارد يأتي من حضرة قهار لأجل ذلك لا يصادمه شيء إلا دمغه { بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ( 18 ) الأنبياء
.
حكمة رقم (
218 ) كيف يحتجب الحق بشيء ؟ والذي يحتجب به هو فيه ظاهر وموجود حاضر .
حكمة رقم (
219 ) لا تيأس من قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور فربما قبل من العمل ما لم تدرك
ثمرته عاجلاً
حكمة رقم (
220 ) لا تزكين وارداً لا تعلم ثمرته فليس المراد من السحابة الأمطار وإنما المراد
منها وجود الأثمار
حكمة رقم (
221 ) لا تطلبن بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها وأودعت أسرارها . فلك في الله
غنى عن كل شيء وليس يغنيك عنه شيء .
حكمة رقم (
222 ) تطلعك إلى بقاء غيره دليل على عدم وجدانك له واستيحاشك لفقدان ما سواه
دليل على
عدم وصلتك به .
حكمة رقم (
223 ) النعيم وإن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده واقترابه والعذاب وإن تنوعت مظاهره
إنما هو بوجود حجابه فسبب العذاب وجود الحجاب وإتمام النعيم بالنظر إلى وجهه
الكريم .
حكمة رقم (
224 ) ما تجده القلوب من الهموم والأحزان فلأجل ما منعت من وجود العيان .
حكمة رقم (
225 ) من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك .
حكمة رقم (
226 ) ليقل ما تفرح به يقل ما تحزن عليه .
حكمة رقم (
227 ) أن أردت أن لا تعزل فلا تتول ولاية لا تدوم لك .
حكمة رقم (
228 ) أن رغبتك البدايات زهدتك النهايات . أن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن .
حكمة رقم (
229 ) إنما جعلها محلاً للأغيار ومعدناً للأكدار تزهيداً لك فيها .
حكمة رقم (
230 ) علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها .
حكمة رقم (
231 ) العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه ويكشف به عن القلب قناعه .
حكمة رقم (
232 ) خير العلم ما كانت الخشية معه .
حكمة رقم (
233 ) العلم أن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك .
حكمة رقم (
234 ) متى آلمك عدم إقبال الناس عليك أو توجههم بالذم إليك فارجع إلى علم الله فيك
فإن كان لا يقنعك علمه فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم .
حكمة رقم (
235 ) إنما أجرى الأذى على أيدهم كي لا تكون ساكتاً إليهم . أراد أن يزعجك عن كل
شيء حتى لا يشغلك عنه شيء .
حكمة رقم (
236 ) إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده .
حكمة رقم (
237 ) جعله لك عدواً ليحوشك به إليه وحرك عليك النفس ليدوم إقبالك عليه .
حكمة رقم (
238 ) من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً إذ ليس التواضع إلا عن رفعة فمتى
أثبتّ لنفسك تواضعاً فأنت المتكبر .
حكمة رقم (
239 ) ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع ولكن المتواضع الذي إذا
تواضع رأى أنه دون ما صنع .
حكمة رقم (
240 ) التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئاً عن شهود عظمته وتجلي صفته .
حكمة رقم (
241 ) لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف .
حكمة رقم (
242 ) المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً وتشغله حقوق الله عن
أن يكون لحظوظه ذاكراً .
حكمة رقم (
243 ) ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضاً أو يطلب منه غرضاً . فإن المحب من يبذل
لك ليس المحب من تبذل له .
حكمة رقم (
244 ) لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين إذ لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها
رحلتك ولا قطعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك .
حكمة رقم (
245 ) جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته
وأنك جوهرة تنطوي عليك أصداف مكوناته .
حكمة رقم (
246 ) إنما وسعك الكون من حيث جثمانيتك ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك .
حكمة رقم (
247 ) الكائن في الكون ولم تفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحياطاته ومحصور في هيكل
ذاته .
حكمة رقم (
248 ) أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون فإذا شهدته كانت الأكوان معك .
حكمة رقم (
249 ) لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس
النهار ظهرت في الأفق وليست منه . تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك وتارة يقبض
ذلك عنك فيردك إلى حدودك . فالنهار ليس منك وإليك ولكنه وارد عليك .
حكمة رقم (
250 ) دل بوجود آثاره على وجود أسمائه وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه وبثبوت
أوصافه على وجود ذاته إذا محال أن يقوم الوصف بنفسه . فأرباب الجذب يكشف لهم عن
كمال ذاته ثم يردهم إلى شهود صفاته ثم يرجعه إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود
آثاره . والسالكون على عكس هذا فنهاية السالكين بداية المجذوبين وبداية السالكين
نهاية المجذوبين . لكن لا بمعنى واحد فربما التقيا في الطريق هذا في ترقيه وهذا في
تدليه .
حكمة رقم (
251 ) لا يعلم قدر أنوار القلوب والأسرار إلا في غيب الملكوت كما لا تظهر أنوار
السماء إلا في شهادة الملك .
حكمة رقم (
252 ) وجدان ثمرات الطاعات عاجلاً بشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجلاً .
حكمة رقم (
253 ) كيف تطلب العوض على عمل هو متصدق به عليك ؟ أم كيف تطلب الجزاء على صدق هو
مهديه إليك ؟
حكمة رقم (
254 ) قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم .
حكمة رقم (
255 ) ذاكر ذكر ليستنير قلبه وذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً .
حكمة رقم (
256 ) ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود وفكر .
حكمة رقم (
257 ) أشهدك من قبل أن يستشهدك فنطقت بإلهيته الظواهر وتحققت بأحديته القلوب
والسرائر .
حكمة رقم (
258 ) أكرمك بكرامات ثلاث : جعلك ذاكراً له ولولا فضله لم تكن أهلاً لجريان ذكره
عليك . وجعلك مذكوراً به إذ حقق نسبته لديك . وجعلك مذكوراً عنده فتمم نعمته عليك .
حكمة رقم (
259 ) رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده . ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده .
حكمة رقم (
260 ) من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت
دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة .
حكمة رقم (
261 ) الخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه وتقل عوائقك ثم لا
ترحل إليه .
حكمة رقم (
262 ) الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار .
حكمة رقم (
263 ) الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا إضاءة له .
حكمة رقم ( 264 ) الفكرة فكرتان : فكرة تصديق
وإيمان وفكرة شهود وعيان . فالأولى لأرباب الاعتبار والثانية لأرباب الشهود
والاستبصار .
الحكم العطائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق