الطريقة الكتانية
![]() |
الطريقة الكتانية |
تأسيس الزاوية الكتانية بفاس
لقد بنيت الزاوية الكتانية الأم سنة 1272 هـ بصابة القرادين من حومة جرْنيز (القطانين)، وعندما
ضاقت الزاوية بكثرة الواردين عليها وسعت سنة 1281 هـ
وكان الذي يتولى التدريس بها وسرد الكتب هما:
الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني، والشيخ عبد الكبير الكتاني
اللذان كانا يقرآن كافة العلوم النقلية والعقلية، حتى لا تعرف زاوية في فاس في ذلك
العصر قرئ فيها صحيحا البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وجامع الترمذي مرارا وتكرارا
إلا الزاوية الكتانية، وحتى إن الشيخ جعفر الكتاني قرأ الصحيح نحواً من عشرين مرة،
والشيخ عبد الكبير الكتاني أكثر من ستين مرة، ما بين قراءة وإقراء، كما أقرأ بها أغلب
كتب التصوف الشهيرة كإحياء علوم الدين للغزالي، وقوت القلوب لأبي طالب المكي، والفتوحات
الإلهية لمحي الدين بن عربي الحاتمي، وكتب ابن عطاء الله وشروحها، حتى صارت الزاوية
الكتانية مصدرا كبيراً للإشعاع العلمي، ومصدرا لكثرة الواردين والصادرين في فترة وجيزة
.
الطريقة الكتانية
وجاء الإمام الأستاذ الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني (ت
1327 هـ) فأسس الطريقة الكتانية، وهي طريقة محمدية أحمدية سالكة مسلك الكتاب والسنة،
دالة على التمسك بهما والرجوع عند الاختلاف إليهما، مبنية على الإخاء والمعروف، والبذل،
ومراعاة حرم الشريعة، والتأدب مع حملة القرآن والبيت النبوي.
ومن تعاليمها :
• مصافحة الإخوان بعضهم بعضا كلما التقوا مع تقبيل كل منهما
يد الآخر.
• والتفاني في الحب المحمدي، والاستهلاك والاستغراق في كمالاته
الفردانية، وأخلاقه الأحمدية، بدرس كتب السنة على الدوام، وإحياء السنن المنسية، كالتهجد،
والنوافل الليلية والنهارية، كالقبض في الصلاة، والرفع عند الانتقالات، والشروع في
التكبير عند القيام من اثنتين، والسلام على اليمين واليسار، والخشوع في الصلاة، والتأني
فيها، واختيار الإمام الأخير في الصلاة.
• والرجوع للحق كيفما كان ثقله على النفس والهوى
• وتقديم المصلحة العامة على الخاصة
• ورؤية الفضل لجميع الموجودات والاستفادة من بعضهم بعضا
• وترك العوائد المخالفة للسنة الجاري بها العمل في المغرب،
سواء في الأعراس وغيرها كترك فراش الحرير والذهب، وعدم الجلوس عليه، وعدم الحضور مع
آلة الطرب الملهية.
• وترك اللغو في المجتمعات العمومية والخصوصية.
• وتعمير الأوقات إما بالذكر أو بالمذاكرات في الأمور النافعة
العائدة بخير إما في الدين أو في الدنيا.
• وجلوس الداخل حيث انتهى به المجلس.
• ومن ذلك مراعاة السادة الكتانيين الخلافات المذهبية وخصوصا
في أمر العبادات، والعمل على الدليل الصريح الصحيح وإلغاء كل ما خالفه، والاهتبال بالإحياء
للإمام أبي حامد الغزالي وجعلها عش الغرام، الذي قال عنه جدنا الشيخ أبو الفيض: ما
رأيت في الأمة الإسلامية أجمع منه للحقوق الثلاثة يعني: وظائف العبودية، والإتيان بالحقوق
الخلقية، والتقرب بحقوق الربوبية وقال: "ومن وفق للإتيان بما فيه يلقى الله بوجه
ضاحك مستبشر"
• والاعتقاد الحسن في طرق القوم على اختلاف مسالكهم.
• وزيارة الأولياء أحياء وأمواتا. وشديد الاعتقاد في الحاتمي
وأضرابه واعتقاد تفوقه، مع التحرر من الخوض في كلامه لمن لا يفهمه من المبتدئين.
أي أن طريقتنا لا تخالف ما عليه نصوص الأشعرية من التفويض
في الآي المتشابهة، والإيمان بما ورد على ما أراده الله ورسوله، والاقتصار في العقائد
على ما مضى عليه السلف، وهي عقيدة أهل القرن الأول وجميع المحدثين والصوفية من الخلف(17).
المريد الكتاني :
من هو المريد الكتاني؟
فمن قام بهذه الأوصاف المذكورة وغيرها من كل خلق كامل، وتجنب
كل وصف ذميم، فهو الكتاني حقيقة أي أن يكون:
• داعيا للسنن كلها
• دابا عن المنهج المحمدي
• دامغا لرؤوس المبتدعة من غلاة المقلدة.
صفات أهل الطريقة الكتانية :
مما استحقت معه الطريقة الكتانية أن توصف بأنها:
طائفة الحق، القائمة بأمر الله التي ورد فيها الحديث الصحيح.
• ورجالها هم العلماء بالله ورسوله وبالدين، المعانون من
الله في أوقاتهم وكتبهم.
وذلك واضح بَيِّن في أركانها وما احتوت عليه، وما وجهت إليه
من:
• صحيح العقائد
• ومكارم الأخلاق
• وكبير الاعتماد والتأسي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم.
• وما اعتمدت عليه أصولها من تحقيق مقام التقوى والتلبس بها
ظاهرا وباطنا.
• ونظرة التعظيم في سائر عباد الله، وإنزال أولياء الله منازلهم.
• والسعي خلف ما يحقق الإسعاد دينا ودنيا من غير إضرار أحد
من خلق الله.
• وذكر الورد صباحا ومساء لأنه روح الطريقة ومدار الانتساب.
• وعدم ترك التعلم والتهذيب، وسلوك مسالك الجد التي بها وصل
من وصل
• فالطريقة مبنية على التخلق ثم التحقق، وعلى التخلي ثم التحلي
ثم التجلي.
والحمد لله على وجود هذه الطريقة الكتانية القريبة العهد
من الله ورسوله، المؤسسة على الكتاب والسنة والأخلاق الجامعة لما افترق في الطرق كلها
لمن كان يعلم ويعرف، اللهم أدم عزها ومجدها، وتكاثرها ومددها، وسرها ومواهبها، وبارك
اللهم فيها، وأعز بها الإسلام وأحيى بها ما اندثر من آثار السنة النبوية يا أرحم الراحمين.
———————
من رسائل للشيخ الإمام موجودة ضمن وثائق الخزانة الكتانية
بسلا .
الطريقة الكتانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق