رسالة إلى المسلمين بالوراثة
بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين ، رب كل شئ ، ورازق
كل شئ " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ
مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " الإسراء الآية (44) .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا
محمد وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد...
هذه رسالة لا أدعى تأليفها ولكنى قرأتها ، فإن أعجبتك فقد
أعجبتها وإن لم تعجبك فلله درها ، ثم أما بعد . . .
هذه الرسالة ليست دعوة لمذهب محدد ، ولا منهج أدعو له باسم
أو بغير اسم وإنما محور الرسالة هو مفهوم أردت فى التلميح إليه عدم إفساده بمسميات
سميناها نحن المسلمون بهذا سلفى وهذا صوفى وآخر شيعى ، وهذا يكفر ذلك ، والبعض يعاند
البعض الآخر لمجرد أن ينصر وجهة نظره أو ليقوى نفسه وذويه أو بطانته ، وأشياء كثيرة
..... أنا لا أعيب على أحد فهذا من ذنوب المؤمنين .
دعونا نتسائل عن جوهر الدين الذى هو الإيمان
هذا الإيمان الذى يدعو إلى الطمأنينة النفسية والعيش فى سلام
داخلى ثم السلام مع الآخرين والذى يجمع ذلك هو السلام مع الله بالتسليم المطلق وعدم
الإعتراض الذى هو الرضا وهو غير الصبر ( والرضا مذكور فى حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم فى تعريف الإيمان ) ولنا عنه كلام فى منازل الإيمان .
وهذا هو الإسلام الكامل الذى يبنى على أركان خمس :
1_ شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .
2_ الصلاة .
3_صوم رمضان .
4_ إيتاء الزكاة .
5_ حج البيت لمن استطاع .
لماذا اتفق المسلمون على أن الإسلام هو مجرد أن يقوم الفرد
بالخمس أركان السابقة ؟ بالرغم من أن حديث رسول الله صلى الله علي وسلم واضح اللفظ
( بنى الإسلام على خمس ...... ) قال ( بنى ) الإسلام ولم يقل الإسلام هو ...
فالإسلام ليس هو الأركان الخمس التى نحفطها عن ظهر قلب ،
وإنما الإسلام هو ما ذكرت وهو الذى يبنى على هذه الأركان الشريفة .
فهناك عبادات أخرى كقيام الليل والذكر والمجاهدة لم تكن موجودة
بين هذه الأركان الشريفة .
{ إذا طاب لك كلامى واستوضحت شيئا فاكمل قرائتك وإلا فضع
كتابى جانبا }
منهج الرسالة
هذه الرسالة هى تساؤلات الغرض منها التلميح إلى مفهوم الإيمان ولست أعجز
عن إيضاحها وإنما العيب فى إستيضاحها فالتصريح بها لاينفع وإنما يكون ذلك بالإيمان
، انظرلقوله تعالى:
" وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ
بَعْضٍ ...." التوبة من الآية (71)
وقوله تعالى:" إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
...." الحجرات الآية (10) تعلم أن المؤمنين يعرفون إخوانهم المؤمنين
إنها تساؤلات والإجابه عليها بأى إجابة تفترضها أنت فهى مقبولة
لأنها درجات فى فهمها وقبولها وكذلك فى إنكارها ، فالأمر منوط إليك فماتعرفه وتفهمه
فهو قدرك ومقدورك .
وانتبه لكى لا تقول كمن قال :
" فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
" الشعراء (102)
وليس كل من أدعى الإيمان يكون مؤمنا بالضرورة
قال تعالى
:"وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا
هُم بِمُؤْمِنِينَ " البقرة ( 8 )
والمشيئة الإلهية فوق كل مشيئة قال تعالى:" وَلَوْ
شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ
حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ " يونس (99)
والآية الكريمة :" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ " تكررت فى سورة الشعراء ست مرات .
رسائل داخل الرسالة
ما قولك فى قوم قال فيهم جل وعلا:" وَقُلِ ٱعْمَلُواْ
فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ
عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
"التوبة الآية(105)
فإن قلت كيف يرى الله أعمالنا ؟ فهذا أمر فطرى قال تعالى
:"وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ
قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ "
وإن قلت كيف يرى الرسول أعمالنا ؟ _ وهو ما ينكره المنافقون
_ فهذا يرتكز على الإيمان .
وإن قلت كيف يرى المؤمنون أعمالنا ؟ فهذا معرفته بكمال الإيمان
وكيف تعرفها أنت ؟ وليس المنكر إلا عاجز وليس المنكر إلا عاجز وليس المنكر إلا عاجز
.
فكمال الإيمان لنا فيه كلام .
ولن تنسى الرسالة شروط الإيمان وشروط كمال الإيمان التى حددها
رسول الله صلى الله عليه وسلم والتى يصعب التحقق منها وكثير من الناس مدعى ويدعى التحقق
من شروط كمال الإيمان كيف به ولم يعرفه بعد؟
ولا تنسى أنه "قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ "
المؤمنون الآية (1)
وقال تعالى فى حق المؤمنين على سبيل المثال لا للحصر وسوف
نفصل الكلام فى ذلك فى موضعه:
-" يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ
مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ "الأنفال الآية(64)
وقد وصف الله تعالى الأنبياء والمرسلين بالصالحين أو المحسنين
أو ......
ثم يدخلهم بعد ذلك فى دائرة الإيمان .
فقال فى نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :"سَلامٌ
عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(80)إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا
ٱلْمُؤْمِنِينَ " الصافات
وكذالك قال فى إبراهيم :"إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
" الصافات الآية (111)
وكذلك قال فى موسى وهارون :"إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا
ٱلْمُؤْمِنِينَ " الصافات (122) وجميع الأنبياء والمرسلين
وقد سب الناس العالم ( أينشتين ) بالجنون والكفر وغير ذلك
كثير بعد أن تحدث عن مستويات بصرية أخرى كالتى يراها الديك أو الحمار أو الجمل أو النحل
،
والشاهد عليها من الحديث أن الديك يرى الملائكة وان الحمار
يرى الشيطان . كيف ترى المشركين بعد ما أخبر الرسول الكريم أن الديك يرى الملائكة؟
لاتراهم إلا مستهزئين .
بالرغم من أن تركيب عين الإنسان يكاد يكون هو تركيب عين الحيوان
من وجود عدسة وشبكية وعصب للعين ولكن الديك رأى الملائكة ببصيرة عينه فى مستوى بصرى
آخر لاتدركه عيوننا .
ويأتى السؤال :كيف يرى الخفاش بأذنه ؟؟؟
أول ما تذكر كلمة (بصر) لايخطر على عقل البشر إلا الرؤية
بالعين المجردة ....... إنه قصور
وأذكر الآية :" أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ
لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى
ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ " الحج
(46).
وإن كنت لاتعلم أن للقلوب ذنوب مهلكة فأنت معيوب عفاك الله
، فهى كالحقد والحسد والغل والنميمة والكره وحب الإنتقام وحب التملك الذى هو دليل على
تملك النفس المخلوقة من طين على الروح التى خلقت من نور، وإنحدار الإنسان إلى أسفل
مراتبه ، ويصبح عبدا لشهواته كحب المال والطعام والنكاح والإمتلاك ......... ويكون
ذلك أساس حياته حتى وإن أظهر غير ذلك فهو من المنافقين يظهر أمرا ويبطن آخر .
اسأل نفسك : هل أنا مسلم فقط أم أنا مسلم مؤمن ؟
وإجابة هذا السؤال تقتدى تعريف الإسلام والإيمان ، وهذا موجود
فى هذه الرسالة غير واضح إلا بإجابتك أنت على هذا السؤال فهمك الله وعلمك .
وهذا مقام تذكر فيه آية ضعها نصب عينيك وانت تقرأ كتابى هذا
وهى :
"قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا
وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ
تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ " الحجرات (14)ادعى الأعراب أنهم آمنوا بعد إسلامهم ولكن الله
مطلع على قلوبهم وهم لم يؤمنوا بعد فأمرهم أن يقولوا أسلمنا فقط وإذا دخل الإيمان قلوبهم
لهم هذا .
اسأل نفسك الآن هل أنا مسلم ؟ هل أنا مؤمن ؟ هل أنا محسن
؟ ما الفرق بين الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ؟
أن أكون مسلما فأمره معروف علما وعملا ، أما أن أكون مؤمنا
أو محسنا فهذا معروف بالتعريف والوصف ولكن معرفته بالعلم الحقيقى والعمل فهذا والله
أمر عزيز .
اسأل نفسك لماذا لانرى فيمن حولنا إلا القليل من يعرف السلوك
الإيمانى ؟
أين من يعلمنى فراسة الإيمان ؟
عرفوها فى كتب العلماء ، ولكن
أين من يعرفوها ويمارسوها ؟ وقد رأى سيدنا عثمان رضى الله عنه فى مستوى بصرى آخر زنا عين واحد من عينه
، هل هذا ما أطلقتم عليه روحانية ؟ وجعلتموه منفورا مكروها فيما بينكم لعجزكم عنه ،
وفى بعض البلدان محرما وا عجباه ... أن أكون مؤمنا وأدعو للإيمان تدعوننى كافرا أو
مجنونا !!!
الإيمان .... أمر محير هو وأصحابه :
هناك آيات قرآنية جعلت من الؤمنين رجال الله إن صح التعبير
كقوله تعالى :
" إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ
" آل عمران (68) .
"وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ
إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ " آل عمران (139)
" يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ
مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ " الأنفال (64)لم يقل من اتبعك على العموم وإنما هم من المؤمنين
.
" وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
" التوبة (72) ولنا بإذن الله فى ذلك كلام كثير .
وهناك آيات طلبت من المؤمنين مثلا أن يؤمنوا بالله
كقوله
تعالى :"يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَابِ
ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَابِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن
يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَقَدْ
ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً "
وهذه الآية فى منتهى الإبداع والجمال ، وهى محور نقاش أساسى
فى نقطة محددة قليل الذى يقبلها ويرفضها الجاهلون موجود داخل الرسالة حيث السؤال :
هل الإسلام وجد قبل البعثة المحمدية الشريفة ونزول الوحى ؟ هل الإيمان موجود فى الديانات
السماوية الأخرى ؟ فالمسلمون بالمعنى المتعارف عليه يرفضون وجود الإيمان فى الديانات
الأخرى وأن يتقوا الله حق تقاته كقوله تعالى :" يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ
مُّسْلِمُونَ "
ثم انظر إلى هذه الآية وتعجب كيفما شئت :" وَمَا يُؤْمِنُ
أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ " يوسف (106)
ولنا فى ذلك كلام إن شاء الله
عفوا .. سؤال وإجابته المباشرة :
هل الإيمان كسبى أم وهبى ؟ الإيمان وهبى يهبه الله قلب من
يشاء ، وللتدرج فى مقاماته العلية ومنازله السنية لك فيه قوله تعالى :
"خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
" المطففين (26)
فهذه الرسالة لاتهب الإيمان ولاتعرفه كما عرفه أحد من قبل
وإنما تلمح لمعناه .
وكان القرآن ذكرى للمؤمنين وإنذار لغيرهم .:"كِتَابٌ
أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ
لِلْمُؤْمِنِينَ " الأعراف (2)
كيف يكون الإنسان ربانيا ؟ يقول تعالى :"مَا كَانَ لِبَشَرٍ
أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ
كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ بِمَا
كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ "آل عمران
(79)
كيف أكون ربانيا ؟ وكيف يكون ذلك؟
أمر محير لماذا لم يناد أو يأمر الله عز وجل المسلمين مرة
واحدة فى القرآن الكريم كما فعل مع المؤمنين ؟
وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت آيات كثيرة منها ما يصف الإيمان
والمؤمنين أو مقاماته ومنازله الشريفة كالأبرار والخاشعون و المحسنون والصابرون
........، ومنها ما كان أمرا للمؤمنين ونصحا مما يشكل دستورا كاملا للمؤمنين ، ولكن
يجوز فى الإسلام صلاة الفرض وترك السنة ولكنه لا يجوز فى الإيمان ، ومن الإسلام أنك
إذا فكرت فى إقتراف معصية لا تؤاخذ عليها إلا إذا فعلتها وهذا ليس من الإيمان فالمؤمن
يحاسب نفسه على أفكاره وخواطره وحتى تخيلاته ، أليس هذا ما قاله الفاروق فى "حاسبوا
أنفسكم قبل أن تحاسبوا" وقد قيل أن حسنات الأبرار سيئات المقربين .
وبمعنى آخر صلاة الفرائض من الإسلام وقيام الليل من الإيمان
ولن ننسى قول الإمام (محمد عبده) فى أهل الغرب : " وجدت
إسلاما بلا مسلمين" فهم ليسو مسلمين على الملة ولكن الإسلام موجود بينهم بمعاملاتهم
الحسنة واحترام الآخر وإعطاء كل ذى حق حقه وعدم التحيز أو العنصرية .........
وقوله في أهل الإسلام :" وجدت مسلمين بلا إسلام
" فنحن مسلمون بما يترائى من الكلام أو المظهر أو الذهاب إلى المسجد ولكن فى معاملاتنا
بعدنا عن معنى الدين فالدين المعاملة .
ولكن دائما سيبقى سؤال : هل يهتدى الإنسان إلى الحقيقة قبل
أن يعرف حقيقة نفسه ؟
ولتعلم قبل أن تقرأ الرسالة ، أن الناس فى حبهم مذاهب وفى
مأكلهم مذاهب وفى دينهم مذاهب .... وقد أخذ كل مذهب من دين الله ما يؤيد هواه وقد نجح
البعض فى تطويع ذلك لمصلحته الشخصية .
وطريق هداك فى كتابى هذا أن تعلم أن للكلمة معانى كثيرة وليس
معنى واحد ، ويراد بالمعنى المقصود ماقصد مما قيل فى وقته ومكانه وملابساته من الأشخاص
وقدرتهم على الاستيعاب (فحديثك مع شخص عادى ليس كحديثك مع عالم ) والمؤثرات الثقافية
والإجتماعية المختلفة من مجتمع لآخر ومن أسرة لأخرى ومن شخص لآخر .
حتى أنك يمكن أن تقول لواحد : كيف حالك ؟ مثلا ، وتعبر بوجهك
ونغمة صوتك عن معنى آخر مكروه .
فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أقول (الم)
حرف وإنما ألف حرف ولام حرف وميم حرف" كيف تفهم هذا الحديث يا صاحب الكياسة والفطانة ؟ قبل أن تفهم قوله تعالى :"
إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ
ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ
ٱلْمُقَرَّبِينَ " آل عمران (45)
وقوله تعالى :"إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ
رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ
بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ "
النساء من الآية (171)
وقوله تعالى :"إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ
ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " آل عمران
(59)
انظر إلى عيسى عليه السلام إنه كلمة ، فهل عرفت الحرف يا
هذا ؟
وقوله تعالى :" قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً
لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ
جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً " الكهف (109)
فسر العلماء (كلمات ربى) أنها علم الله وحكمته ، فكيف يكون
الحرف ؟؟
إهداء إلى من علمنى وفهمنى
انتظروا رسالة إلى المؤمنين
رسالة إلى المسلمين بالوراثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق