الطريقة النقشبندية - التصوف و الصوفية

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الجمعة، 5 يونيو 2020

الطريقة النقشبندية


الطريقة النقشبندية


الطريقة النقشبندية

الطريقة النقشبندية من أعرق الطرق الصوفية و أكثرها انتشارا
أسسها سيدى محمد بهاء الدين البخاري رضى الله عنه الشهير بنقشبند ، الذي تتلمذ على الشيخ محمد بابا السماسي في القرن الرابع عشر للميلاد ، وكانت تسمى في البداية الصديقية نسبة إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وتنتشر حالياً في بلاد فارس وتركستان وقازان وتركيا وبلاد الشام .

منهج الطريقة النقشبندية :

وتعنى هذه الطريقة بالحضور الدائم في حضرة الحق سبحانه وتعالى ، وترسيخ العقيدة الإسلامية وعقيدة أهل السنة والجماعة ، وقد وصفها أحد كبار المتصوفة بقوله : هي طريقة الصحابة الكرام على أصلها لم يزيدوا ولم ينقصوا ، وهي عبارة عن دوام العبودية ظاهراً وباطناً بكمال الالتزام بالسنة والعزيمة ، وتمام اجتناب البدعة والرخصة في جميع الحركات والسكنات . .
وقال آخر بحق التصوف النقشبندي : أنه معتدل ووسط ، وأهم ما يلفت في هذه الطريقة هو السكون والبعد عن الصراخ والاعتماد على الترانيم والسماع الذي لا يخلو من الرياء .
والذاكر في الطريقة النقشبندية يجلس طاهراً مستقبلاً القبلة بعد الصلاة ، ملصقاً لسانه بالفك الأعلى حتى لا ينصرف القلب مع حركة اللسان ، ويذكر السالك الله في قلبه .
وتسلك النقشبندية في تربية مريديها منهج الصحبة ، أو الذكر ، ويرى الشيخ عبد الغني النابلسي رضى الله عنه ، أن الصحبة أتم وأكمل للمريد ، وأن شيخ الصحبة أقوى وأسرع تأثيراً من شيخ الذكر ، والذكر إما أن يكون منفرداً أو مع شيخ أو مع الرفيق أو الرفقاء سراً بالقلب مع المراقبة للمذكور وهو الله سبحانه وتعالى أثناء الذكر ، وعدم الغفلة عنه باشتغال القلب بما سواه .
والذكر يكون أولاً بالتلقين من الشيخ للمريد ، وبالتلقي الصامت من قلب المريد ، وقد ألزم الشيخ نقشبند أتباعه الذكر في الخفاء ، وهي أن يحبس المريد أنفاسه تماماً ويذكر الكلمة الطيبة ، وهي لا إله إلا الله ، قدر ما يسعه النفس العميق ، ويجتهد أن يكون وقوفه وإخراج نفسه على وتر من الذكر ، ثم مناجاة الله تعالى عقب كل دورة من دورات الذكر القلبي ، حيث يقول المريد : إلهي أنت مقصودي ولا سواك معبودي ، ثم تأتي الرابطة التي هي المنهج الثالث من مناهج السلوك النقشبندي ، ومعناها ربط المريد قلبه بالشيخ الكامل ، الذي وصل بروحه وقلبه إلى مقام المشاهدة ، وتحقق في نفسه بالصفات الذاتية المنسوبة إلى ذات الله تعالى ، من غير كيف ولا كيفية ، على التنزيه المطلق ، بحيث اضمحلت صفاته في صفات الحق جل وعلا ، وانمحقت هويته في هوية الحق سبحانه وتعالى مضاء يسمع به ويبصر به ، كما ورد في حديث المتقرب بالنوافل .

مؤسس الطريقة :

ضريح سيدى بهاء الدين النقشبندى رضى الله عنه فى بخارى
وهو الشيخ محمد بهاء الدين البخاري الشهير بنقشبند ، ونقشبند كلمة فارسية معناها النقاش ، أي أنه كان ينقش في قلوب مريديه ، وليس صحيحاً بأن أجداده كانوا ينقشون الحجر كما ذكرت بعض الروايات .
ولد الشيخ نقشبند رضى الله عنه في شهر محرم من سنة 717 هجرية في قصر العارفان ، درس الفقه وحفظ القرآن الكريم وهو صغير السن ، وعندما بلغ نحو ثماني عشرة سنة من عمره أرسله جده الذي كفله بعد وفاة والده إلى مدينة تماس ليتتلمذ على الشيخ الصوفي محمد بابا السماسي ، فأخذ عنه أسس التصوف والسلوك إلى الحق سبحانه وتعالى . وبعد وفاة السماسي انتقل الشيخ محمد بهاء الدين إلى سمرقند ، حيث صحب هناك عدداً من مشايخ صوفية ذلك العصر وعلى رأسهم عارف الدين عراني الذي صحبه سبع سنين ، ثم رحل إلى بخارى ، ودرس على كبار فقهائها وعلمائها .
بعد ذلك حج ثلاث مرات ، وفي المرة الأخيرة مر بمدينة مرو ، وأقام فيها عدة سنوات ، ثم انتقل إلى بخارى ، وأقام في قصر العارفان ، وبدأ يجمع حوله المريدين ويلقي عليهم دروسه ومواعظه . . .

انتشار الطريقة النقشبندية :

انتشرت النقشبندية في العديد من مناطق العالم الإسلامي ، وكان لها دوراً فاعلاً ، وخاصة في شمال القوقاز . . حيث حارب الشيخ شامل شيخ الطريقة في هذه المنطقة مع مريديه وأتباعه القوات الروسية الغازية لبلادهم في بدايات القرن التاسع عشر ، وانتصرت عليها في أكثر من معركة .
وعندما تمكنت روسيا من السيطرة على شمال القوقاز ، وخاصة الشيشان وداغستان في عام 1813 ، حيث سيطرت روسيا بالقوة على الشيشان فيما تنازلت الدولة الفارسية لروسيا عن داغستان بعد أن كانت تحت سيطرتها . انفجرت في وجهها الثورة التي تزعمها أتباع النقشبندية وشيوخها .
وقد شهدت الشيشان بشكل خاص ، والقوقاز بشكل عام ، العديد من الثورات المضادة للحكم الروسي ، كان أبرزها التي فجرها الصوفي الشاب شامل باساييف في عام 1996 . . حيث تمكن من دحر القوات الروسية ، وأصبحت الشيشان تتمتع بالاستقلال وتتعامل مع روسيا نداً لند ، حيث تم انتخاب رئيس لجمهورية الشيشان هو أصلان ماسخادوف . لكن الأمر لم يدم طويلاً . . ففي عام 1999 تذرعت روسيا بأحداث افتعلتها لتعيد مهاجمة الشيشان واحتلالها من جديد .
المصدر: الطرق الصوفية ظروف النشأة وطبيعة الدور لممدوح الزوبي – ص 158 – 161 .
الطريقة النقشبندية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تابعنا على فيس بوك

تسميات

تواصل معنا

أخر الافكار

من أنا

authorمحب لحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وكل من أحبه.
أعرف المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

اقسام